26 سبتمبر 2011

الاناء المكسور - حكايه صينية



من العجيب ان نرى مسافة شاسعه بيننا وبين الاخرين , و من باب النقيصة ان نبحث فى انفسنا عن مواطن الضعف والخلل والعيب , بينما وهبنا الله ملكات نتجاهلها ولا نستخدمها
وربما اوغل البعض فى ركوب مطية المظنة حتى فى مواهب الخالق لعبادة .., وهو نوعاً من الجحود والنكران الذى يصل بنا الى مشارف الكفر بانعم الخالق  ان لم يكن اوغل فيه , والحياة من حولنا تضج بكثير من هذه الصور المزرية من احساس الدونية والنقص, بينما بقليل من التأمل والتفكر ربما سنجد النقيد والضد ..
مقولة رائعه  سمعتها من الشيخ الشعراوى .. ربما تلخص ما اردت ان اقول وان كانت من كلمات قليلة
" اعوجاج المخطاف صلاحٌ لامره "   ...!!








هل لنا ان نتخيل " مخطاف "  بدون اعوجاج  يمكن ان يصلح لشيء ؟
ما فائدة القضيب المستقيم بدون اعوجاج  وما الفائدة المرجوة منه فى مجال استخدام الجر والرفع وهو فى حالة الاستقامة ؟!
يقول المتنبي :

وَلم أرَ في عُيُوبِ النّاسِ شَيْئاًكَنَقصِ القادِرِينَ على التّمَامِ

كلمات المتنبي تنبهنا لامر  هام .. وكأنى به يسألنا سؤال صريح ..,  مالذى ينقصك من مواهب الله لتكون انسان صالح ربما يصل لحد الكمال او التمام
نعم ربما صدق الرجل  .. بالفعل هو العيب الاكبر فى بنى الانسان  .. شعورهم بالنقيصة فى انفسهم
حتى وان كنت ذو عيب خُلقى او نقص فى الاعضاء او خلال  بعض الملكات فهذا لا يعنى النقص الذى يودي بك الى الفشل والانكسار , بل على العكس ربما ما تراه عجر ونقص فيك  .. ربما كان فيك ليبدى مواهبك الخفية وليخرج منك احسن ما فيك
تعودنى قصة صينية تقربنا من الفكرة وتشرح المعنى , انقلها لكم  لترى ونكتشف معاً جانب كبير مما نملك او مما نستطيع ان نصنع او نضيف للاخرين او للحياة برغم ما فينا من عجز او نقص
"كان لامرأة صينية عجوز إناءان، أحدهما سليم، والآخر به شرخ، وكانت تقوم بملئهماكل يوم بالماء من النهر، وتحملهما على كتفيها بعمود خشبى حتى تصل إلى المنزل،
وفى نهاية المطاف كان أحدهما يصل بكمية الماء كاملة، والآخر بنصف كمية الماء،وذلك لمدة سنتين كاملتين، وبالطبع كان الإناء السليم مفتخراً بنفسه، والإناء الآخر محتقراً لنفسه،
وفى يوم من الأيام وبعد سنتين من المرارة والإحساس بالفشل والنقص، تحدث الإناء المشروخللسيدة العجوز وقال لها: إنى خجل جداً من نفسى، لأنى عاجز وبى عيب يسرب الماء على الطريق المؤدى إلى المنزل!فابتسمت العجوز وقالت: ألم تلحظ الزهور التى على جانب الطريق من ناحيتك، وليست على الجانب الآخر!!
أنا على علم تام بالماء الذى يتسرب منك، لذلك قمت بغرس البذور على طول الطريق حتى ترويهاوأنا فى عودتى للمنزل، وقمت بتزيين المنزل بهذه الزهور، وإن لم يكن بك هذا العيب ما نبتت الزهور،ولم أجد هذا الجمال يزين منزلى!!
                                                                                                                 ا/ بهاء خضر
الامر يحتاج منا الى تصحيح نظرتنا لانفسنا وللاخرين  يحتاج منا ان نبحث عن مواهب الله لنا  .. مواهب الله فينا .

هناك تعليق واحد:

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً