25 سبتمبر 2011

ملامح من العداله ... "فرتونة السوداء . ."


كيف ينام هؤلاء..!
وكيف يشعرون بالراحه.. اليس لهم ضمائر او قلوب..؟!
يجد الانسان مشقة وتعب .. اذا راجع نفسه قبل ان يخلد للنوم
يتذكر افعالهُ واعماله .. ويشفق على حالهُ
هو مسؤال عن نفسه .. وعما اقترفت او اكتسبت يداه
مشفق انا .. على كل من قُلد منصب قيادى .. لانه سيُسأل
سيسأل عن كل شىء .. حتى عن خلاجات نفسه .. وافكاره

عندما تمت البيعة لامير المؤمنين " عمر بن عبدالعزيز " وهو لها كاره
بكى واسترجع " لاحول ولا قوة الا بالله .. انا لله وان اليه راجعون"
واحس انها تبعه وحمل ثقيل .. اناخ على كاهلهُ
تاريخ عمر بن عبدالعزيز .. تاريخ نقى وصفحة بيضاء
ونبراس لمن اراد ان يرى كيف يكون الحاكم العادل






حتى انه عندما شعر بالسم يقتلة وايقن ان من وضع السم له هو خادمة
ارسل اليه ..وهو يحتضر وساله ..
وعندما اقر بفعلتة .. قال له اذهب واهرب قبل ان يصلوا اليك " يقصد اهله"
لان عمر بن عبد العزيز ... اشفق على الخادم عندما عرف انه تعرض لاغراء المال
واحس ان الخادم كواحد من الراعيه ان لم يجد من يغريه بالمال ما فعلها
احس ان الذى قتله ..هو تركه للبعض يوغرون قلوب وصدور الفقراء بما عندهم
تأخذنا سيرة عمر بن عبدالعزيز الى قصة اخرى تحتاج الى وقفة
القصة غير مشهورة فى كتب التاريخ

انها رسالة " فرتونة السوداء"
رسالة من أمةُ (جاريه) مصرية سوداء أرسلت بها إلى والي المسلمين وأميرهم
تشتكي فيها سرقة دجاجها فيهرع خليفة المسلمين إلى نجدتها وحماية دجاجها
فقد كتبت إليه مولاة في مصر تدعى "فرتونة السوداء"
فشكت في كتابها لأمير المؤمنين ( عمر بن عبد العزيز رحمه الله ) أن حائطا لها قصيرا
وانه يقتحم عليها منه فيسرق دجاجها، فكتب عمر (رضي الله عنه)
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى فرتونة السوداء مولاة ذي أصبح
بلغني كتابك، وما ذكرت من قصر حائطك وانه يدخل عليك فيه،
فيسرق دجاجك، فقد كتبت لك إلى أيوب بن شرحبيل،وكان أيوب
عامله على صِلاة مصر وخرجها
– آمرته أن يبني لك ذلك، حتى يحصنه لك مما تخافين إن شاء الله والسلام
( أورده ابن الحكم في سيرة عمر بن عبد العزيز )
مسؤليه .. وحق للرعيه ..وواجب على الراعى
شملت رعاية عمر بن عبد العزيز واهتماماته ذوي العاهات
فكان يفرق الأرقاء بين كل مقعدين وبين كل زمنين (أي مبتلين بالعاهات) غلاما يخدمهما
ولكل أعمى غلاما يقوده، كما شملت رعايته ما دون الإنسان

فقد حدث أن كتب لصاحب السكك أن لا يحملوا أحدا بلجام ثقيل
من هذه الرُسْتَنِيَّة (من رسن الدابة)،ولا ينخس بمقرعة في أسفلها حديدة.

كما كتب إلى حيان بمصر فقال: إنه بلغني أن بمصر إبلا نقالات
يحمل على البعير منها ألف رطل
فإذا أتاك كتابي هذا فلا أعرفن أنه يحمل على البعير أكثر من ستمائة رطل
وإذا كان هذا اهتمام عمر بن عبد العزيز رحمه الله بالحيوان
إذ منع استخدام اللجم الثقيلة وحدد للجمل حمولة مقررة،
فمن المؤكد أنه لبني الإنسان أرعى وأرحم
وهكذا سعد الإنسان والحيوان في ظل الحضارة الإسلامية... عندما وجد الحاكم العادل

مقتبس بتصرف من مقال للدكتور - نظمي خليل أبوالعطا
نحن الان نعيش فى عصر الرقى والتقدم
عصر علت فيه اصوات حُماة البيئة والحيوان و (الانسان )
وفى نفس العصر وذات الزمان ..وفى بلاد المسلمين او المتسلمين
انهارت كل علامات الرحمة والعدل والمساواة
واصبح الانسان ارخص سلعة وابخثها ثمناً
فرتونة السوداء .. تخاطب الخليفة ..فيهرع لخدمتها


وفى زماننا .. فرتونة البيضاء ... لا تساوى فردة حذاء



.

هناك تعليق واحد:

  1. رحم الله زمانك يا عمر بن عبد العزيز
    حقا كثيرا ما أتعجب من تقاتل الناس على الولاية دون النظر لثقل حملها...
    لا وعي ولا ادراك للمسؤليه
    يارب اصلح شؤون المسلمين

    ردحذف

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً