30 سبتمبر 2011

الجزية .. ذلك التشريع الجائر ..!!


يا له من امر جائر .. دين وتشريع سماوي عامل الذميين معاملة الضعفاء والمستضعفين ويفرض عليهم اتاوة
كيف ندعي العدالة فى الاسلام  نحن المسلمون  ونحن نفرض الجزية على غير المسلمين ..؟
الاسلام دين رائع لولا هذه السقطة المخزية التى تشوة كل ما يدعية المسلمين من حرية الدين والمعتقد ..








وغير هذا الكثير من تلك الكلمات والعبارات التى تستهجن هذا وتضعه من فى سجل الامور التى تشوهه الاسلام وتظهر انه دين قام على الاضطهاد والعنت .
فى احد حلقات برنامج " القاهرة اليوم " الذى يبث على شبكة اروبت .. حاول الاعلامي " عمرو اديب " ان يضع المشاهد فى حالة من  التخبط توحي بان هناك امور فى الاسلام  والتشريع الاسلامي غير مقبولة / تحتاج الى مراجعة واعادة نظر ..., وكان حريص ان يدعو اثنين من الشخصيات الاسلامية " الشيوخ " حتى يضع المشاهد امام الاسلام الجائر وبرهانه عجز شيوخ الاسلام فى الرد.
ودار الحوار بشكل مستفذ من الاستاذ عمرو اديب وهو يحاول ان يضع ضيوفه فى موقف محرج و وضع مخزي لا يستطيعون الخروج منه امام كل المشاهدين , مما من شأنة ان يبعث على التذبذب والشك فى بعض الامور التشريعه والتى  ورد فيها نص صريح فى القرآن الكريم .
الذى ادهشنى ان الضيوف بدوا  فى وضع غريب .. وهم امام اتهام مباشر على الهواء, وحجتهم ضعيفة مما يسىء الى وجه الاسلام المشرق النقى .. ويضعنا نحن المشاهدين فى حيرة ما بعدها حيرة , وهذا لاننا مسلمين على شفي الهاوية .. والغالبية لا يملك مرجعبة او ثقافة اسلامية نقية واعيه .. بل الغالبية العظمى من سواد المسلمين ربما لم يطلع على كتاب يقع تحت تصنيف " فقة التشريع الاسلامي " , وليس عنده ادنى خلفية حتى عن فقة " حكمة وفلسفة " العبادات . من باب الجهل  او من باب البعد عن روح الاسلام .
هذا الجدل الخبيث جعل الامر يطفو على السطح هذه الايام , خاصة ان بعض من يحملون صفة مسلمين اقتحموا المشهد وهم يعلنون ان الدولة الاسلامية ستعود .. ولعل البعض صرح تصريحات غبية وغريبة  بقولة ان تطبيق الشريعه الاسلامية سيطبق ويفرض الجزية على غير المسلمين " المسيحيون تحديداً "  بل ان بعضهم  استخدم كلمة النصاري امعاناً فى اسثارت المسيحيين
لن اطيل عليكم .. وتعالوا نقترب قليل من مفهوم الجزية

  • اولاً : لا تقبل فى التشريع القرأنى الا من اهل الكتاب " اليهود والنصاري " ولا تقبل من سواهم من الملحدين والكفار ويجب الا نمر مرور الكرام على كلمة " تُقبل " .. وكلنا يعلم الفرق ما بين كلمة تُقبل وكلمة تُفرض , هذا فيه اشارة الى ان اهل الكتاب هم فى تصنيف المقبولين فى المجتمع المسلم وانهم من اطياف المجتمع المسلم المرحب بها
  • ثانياً  : قيمة او نصاب الجزية :  هناك تفاوت في الجزية وأقل الجزية عند الجمهور دينار لكل سنة , وخصه الحنفية بالفقير وأما المتوسط فعليه ديناران وعلى الغني أربعة دنانير  
  • ثالثاً  : على من تجب - اختلف السلف في أخذها من الصبي فالجمهور قالوا : لايجوز ذلك ،  وكذا لا تؤخذ من شيخ فان ولا امرأة ولا مجنون ولا عاجز عن الكسب ولا أجير ولا من أصحاب الصوامع والدير. في أحد الأقوال .
وجب ان نذكر هذه الامور قبل الحديث عن حكمة تشريعها وفلسفة وجوبها .
  • القرأن الكريم يقول "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا "[التوبة:103]
  • "والله لو منعوني عناق بعير لقاتلتهم عليه " هذا نص ما قاله خليفة رسول الله ابو بكر الصديق عندما امتنع بعض المسلمين عن دفع الذكاه

هذا النص القرآنى  يتحدث عن المسلمين وليس سواهم , ومقولة الخليفة ابو بكر الصديق  ايضاً تتحدث عن المسلمين وليس سواهم , في حين ان هذه الاموال التى تأخذ لا تكون فى ملكية الرسول الخاصة ولا تودع فى الاموال الخاصة لخليفته .., وانما هى تودع فى بيت المال الذى يمكننا ان نقول انه موازى الان " للبنك المركزى " ..., وهى اموال توضع فى خزينة الدولة بهدف الانفاق على شؤون الدولة العامة والتى يستفيد منها كل مواطن يقيم او يعيش فى هذا البلد .
والزكاة فى التشريع الاسلامى لها منافذها ومصارفها المعلومة  والتى تعود مباشرة على المجتمع وعلى كيان الدولة من امور اجتماعية و اقتصادية وغيرها من تعبيد الطرق واقامة المشروعات العامة والانفاق على اعداد وتجهيز الجيش بهدف الدفاع والحماية واضفاء الهيبة على كيان الدولة .. وغير ذلك من الامور .
الزكاة فى الاسلام ليست مبلغ محدد " كبير كان او صغير " وانما لها نصاب معلوم سواء فى اموال التجارة او غلة  الزروع و محصول الارض او حتى الذهب المكنوز .. وغيرها من عروض المال .. لكلا منها نصاب " اى نسبة  ثابته تؤدى عن هذه الامور وهى فى باب ذكاة المال تُقدر  بـ 2.5% تدفع كل عام عن الاموال مفروضة على كل فرد فى المجتمع المسلم , وهو ما اخذتة بصورة او باخرى انظمة الحكم الاخرى ووضعتها تحت مسمى " الضرائب " .., مما سبق ترى ان الاسلام " دين ودولة " فالتشريع الاسلامى وضع الضوابط والقوانين التى تنظم حياة الفرد والمجتمع كأحسن ما يكون النظام .
نعود مرة اخري الى " الجزية "  , فمما سبق يتضح لنا الفرق الشاسع في قيمة ما يدفعة المسلم من حر ماله ومن ريع تجارتة وكدحة عن طيب نفس للدولة .. فى مقابل ما تمنحة الدولة من حقوق ومن حماية  ومن حياة مستقرة , انه فرق كبير  مقارنة مع يدفعه الذمى من اهل الكتاب فى مقابل الحصول على نفس الحقوق التى ينالها المسلم .
مع الوضوع فى الاعتبار ان اهل الكتاب الذين يعيشون فى بلاد الاسلام  .. يتم اعفائهم وعدم الزامهم بالانخراط فى الجيش .. , من هنا نرى ان الجزية " رغم ضئالتها الا انها تمنحهم المواطنه بكامل الحقوق وتسقط عنهم التجنيد الالزامى مع ما تكفلة الدولة الاسلامية لهم من حق الحماية والدفاع عن ممتلكاتهم فى داخل الدولة  ورد الاعتداء عنهم من خارج الدولة .
ما رائيكم الان ايها المبطلون والمرجفون فى روعة وعدالة الاسلام  التى يكفلها لغير المسلمين فى بلاد الاسلام  , حماية ورعاية  وتمتع بكافة ما يتمتع به المسلم وبدون الزج بهم فى اتون الحرب الذى ربما يودى الى الموت فى الحروب  .., كل هذا مقابل دراهم معدودة يدفعه القادر كل عام , وتعريف الجزية من المنظور الاسلامي  تشرح الامر 

الجزية هي قدر من المال يدفعه من هو قادر على القتال من المسيحيين واليهود (أهل الذمة) في بلاد المسلمين مقابل حمايتهم ويعفى منه الكهول والنساء والاطفال والعجزة والمعاقين والذين يقاتلون في صفوف المسلمين [1] ويفرض على المسلمين دفع الزكاة التي تؤخذ من الأغنياء وترد على الفقراء والمساكين .  ويكبيدا .
 فى جزئية اعفاء غير المسلمين من الانخراط فى صفوف الجيش , اراد بعض المضللون ان يوغروا صدور اهل الكتاب , فقالوا ان الاسلام منعهم من هذا لانه لا يأمنهم او يشكك فى انتمائهم لموطنهم وبلدهم  ووضعهم فى منطقة دُنية من المواطنة باعتبارهم مواطنون " درجة ثانية " , وفى هذا ما يكفي من اثاره روح البغضاء للاسلام  , بينما حقيقة الامر وقلسفة الاسلام  ابعد ما تكون عن ذلك , اذ ان الحكمة من هذا هم عدم اجبارهم عن الدفاع عن عقيدة غير عقيدتهم ,  وعدم ارباكهم او احراجهم فى خوض حرب ربما تكون مع ابناء معتقدهم خارج حدود الدولة , بمعنى ادق "حتى لا يدخلوا حرباً يدافعون فيها عن دين لا يؤمنون به"  .., هل هناك صورة اوضح او انقى من تلك المفاهيم الانسانية والاجتماعية فى فلسلفة وروح الاسلام ونطرتة لاهل الكتاب الذين يعيشون بين جنبات دولة الاسلام ؟

تعالوا لنرى ما قاله احد النصاري المتفهمين :
يقول د. نبيل لوقا بباوي: «إن الجزية التي فرضت على غير المسلمين في الدولة الإسلامية بموجب عقود الأمان التي وقعت معهم، إنما هي ضريبة دفاع عنهم في مقابل حمايتهم والدفاع عنهم من أي اعتداء خارجي، لإعفائهم من الاشتراك في الجيش الإسلامي حتى لا يدخلوا حرباً يدافعون فيها عن دين لا يؤمنون به. ومع ذلك فإذا اختار غير المسلم أن ينضم إلى الجيش الإسلامي برضاه فإنه يعفى من دفع الجزية». ويتابع د. لوقا قوله: «إن الجزية كانت تأتي أيضاً نظير التمتع بالخدمات العامة التي تقدمها الدولة للمواطنين مسلمين وغير مسلمين، والتي ينفق عليها من أموال الزكاة التي يدفعها المسلمون بصفتها ركناً من أركان الإسلام. وهذه الجزية لا تمثل إلا قدرا ضئيلا متواضعاً لو قورنت بالضرائب الباهظة التي كانت تفرضها الدولة الرومانية على المسيحيين في مصر، ولا يعفى منها أحد. في حيث أن أكثر من 70% من الأقباط الأرثوذكس كانوا يعفون من دفع هذه الجزية. فقد كان يُعفى من دفعها: القُصّر والنساء والشيوخ والعجزة وأصحاب الأمراض والرهبان».   ويكبيدا  .
اعتقد الان ان الصورة فى كلام هذا الرجل صارت اقرب واكثر وضوحاً , الا اننى فبل ان انهى هذا البوست اريد ان اذكر شىء هام .. , الاسلام لم يكن اول من فرض او شرع الجزية " مع الفارق فى التطبيق " وانما سبق الاسلام كثيراً من الشعوب والامم
ولم تكن الجزية من مستحدثات الإسلام فقد فرضها اليونانيون القدماء على شعوب سواحل آسيا لحمايتها من هجمات الفينيقيين وعرفت باسم "ضريبة الرؤوس" في القرن الخامس الميلادى، كما فرضها الفرس والروم على الشعوب الخاضعه لهم  - ويكبيدا
نضيف الى ذلك ان انظمة الحكم الحديثة وضعت نظام مالى اكثر صرامة وقسوة وهو المعروف باسم ضرائب , بل ان هناك دول لا تسمح بالاقامة فى ارضها  الا بعد دفع مبالغ مالية ثابتة او متذايدة  على من يرغب فى الاقامة بها  , مما يثبت ان الاسلام قد اقام دولة العدالة الاجتماعية فى اروع وابهى صورها .., وأنَ لنا بدولة تطبق شريعة العدالة كما طُبقت فى دولة الاسلام .
واخيراً اهمس فى اذن المتمسلمين الذين يدعون الى فرض الجزية على غير المسلمين  , بل اصرخ فى وجوههم " قبل ان تطلبوا بتطبيق هذا التشريع  طالبوا بتطبيق واقامة  فريضة الزكاة على المسلمين " , عارٌ عليكم ان تتركوا ما يجب على المسلم  وتطالبوا  بما يجب على غير المسلم 
وفى دولة تفرض الضرائب " الغاشمة "  واجب علينا نحن " جميع اطياف المجتمع " ان نطالب بتطبيق العدالة والمعاملة بالمثل , فاذا نجحنا فى تحقيق هذا المطلب .. كونوا على ثقة ان المسيحيين سوف يرحبون بتطبيق التشريع الاسلامي الذى يعفيهم  من دفع الكثير من الاموال كضرائب مقابل القليل من المال " كجزية " ..لان المعادلة بقليل من التفكير سوف تكون فى صالحهم .
نسأل الله العفو والعافية  ....  وتصبحون على ثورة.

 .

هناك تعليقان (2):

  1. لم أقرأ كامل المقالة لانشغالي لكن يمكن أن أجيبك على عنوان مقالتك بأنه من العدل كل العدل أخذ الجزية من غير المسلمين ... الجزية من غير المسلمين هي نظيرة الزكاة من المسلمين ... ومع ذلك كم من غير المسلمين يدفع جزيته في بلاد المسلمين في حين يقوم المسلمين بدفع زكاتهم ... وأين تذهب الجزية والزكاة ؟؟... تذهب إلى وزارة المالية ( بيت مال المسلمين) لتصرف فيما يحسن الوضع المعيشي للمجتمع ككل ( مرافق وخدمات وغيرها حسب الحاجة ...)

    ردحذف
  2. مرحباً اخي SYR.ZESS
    اسعدني مروركم الكريم
    للاسف اخي انك لم تتابع القراءة ولو تابعت لعرفت ان هذا ما اردت الاشارة اليه وتاكيدة

    مودتي

    ردحذف

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً