24 فبراير 2011

بَوابَةُ المُغادِرين - قصيدة الشاعر احمد مطر


• ثورةٌ شعبيةٌ في القاهرة• عُبوةٌ ناسفة• طلقةُ قنّاص• كمين• طعنةٌ في الظهرِ


اعتدنا ان نجد  احمد مطر بيننا فى كل شارع و بيت عربى .. فى الاتراح والافراح ، كما اعتدنا ان نسمع منه وكأننا نسمع صوت الالم فينا .. كأننا نجتر احزاننا من حروف كلماته  .., ولان مطر وفىّ ومخلص لجمهوره وعشيرته من المحيط الى الخليج .. كان لازاماً ان نجده بيننا ونحن نعيش هذى الانتفاضات  وتلك الثورات , وربما الامر يختلف بعض الشىء عند مطر .. الذى يذهله كم الجبروت والقسوة التى يعامل بها الحكام شعوبهم .. ربما المشهد يسيطر على العالم كله .. فكم من البشر يغادرون ليصلوا الى حدود الحياة




هذه قصيدة  لاحمد مطر ربما تلخص شىء مما يحدث الان فى الدنيا وفى الحياة من حولنا .. ونحن ننتظر مطر  وغيث من "مطر" يبلل ما صدأ داخلنا ونحن نعيش هذه اللحظات .. اترككم الان مع قصيدة مطر " بوابة المغادرين " التى  نجده يشير فيها الى فئة من المغادرين تحت تصنيف " ثورة شعبية فى القاهرة " وكأنى به يتنبأ بما حدث ، على امل ان يرى مطر فى قصيدتة الجديدة بوابة القادمين .. الى الحياة و العائدون الى الحرية .. الى اوطانهم




بَوابَةُ المُغادِرين


مَلَكٌ كانَ على بابِ السماء
يختمُ أوراقَ الوفودِ الزائرة
طالباً من كُلّ آتٍ نُبذ ةً مُختصرة
عن أراضيهِ . . وعَمَّن أحضره
• قالَ آتٍ : أنا من تلكَ الكُرة
كُنتُ في طائرةٍ مُنذُ قليل
غيرَ أني
قبلَ أن يطرفَ جَفني
جئتُ محمولاً هُنا فوقً شظايا الطائرة !
• قالَ آتٍ : أنا من تلكَ الكُرة
مُنذُ ساعاتٍ ركبتُ البحرَ
لكن
جئتُ محمولاً على متنِ حريق الباخرة !
• قالَ آتٍ : أنا من تلكَ الكُرة
وأنا لم أركبِ الجوّ
أو البحرَ
ولا أملُكُ سِعرَ التذكرة
كنتُ في وسطِ نقاشٍ أخويٌ في بلادي
غير أني
جئتُ محمولاً على متنِ رصاصِ المجزرة!
• قالَ آتٍ : أنا من تلكَ الكُرة
كنتُ من قبلِ دقيقة
أتمشى في الحديقة
أعجبتني وردةٌ
حاولتُ أن أقطفها . . . فاقتطفتني
وعلى باب السماواتِ رمتني
لم أكن أعلمُ أنّ الوردةَ الفيحاءُ
تغدو عبوةٌ متفجرة
• أنا من تلكَ الكُرة
. . . في انقلابٌ عسكري
• أنا من تلكَ الكُرة
اجتياحٌ أجنبي
• أنا من . . .
أعمالُ عُنفٍ في كرا تشي
• أنا . . . . .
حربٌ دائرةٌ
• ثورةٌ شعبيةٌ في القاهرة
• عُبوةٌ ناسفة
• طلقةُ قنّاص
• كمين
• طعنةٌ في الظهرِ
• ثأرٌ
• هِزّةٌ أرضيةً في أنقره
• أنا . . .
• من . . .
• تلكَ ا لـ . . .
• . . . كُرة
الملاكُ اهتزّ مذهولاً
وألقى دفتره :
أأنا أجلسُ بالمقلوبِ
أم أنّي فقدتُ الذاكرة ؟
أسألُ الله الرضا والمغفرة
إن تكُن تلكَ هي ا لدُنيا
. . . فأينَ الآخِرة ؟ !




شعر : احمد مطر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً