رسائل الى الوطن 2- أمُعجزةً ما لها انبياء ..؟!!

ماحدث ويحدث فى مصر الان هو معجزة , معجزة بكل المقاييس
ثورة بيضاء رفعت شعار " سلمية " .. خرجت وكل من فيها لا يحملون اى سلاح او اى دروع ..,  ثورة لم توزع منشور ولم تطبع ملصق .. , ثورة لم تملك تنظيم سرى ولم يكن لها هيكل او تنظيم .. والاعجب انها ثورة بلا قائد حقيقى  ..معروف , بلا متحدث رسمى  وبلا اى مظهر من مظاهر الثورات , ورغم هذا استطاعت فى غضون 18 يوم ان تزلزل دكتاتورية قمعية تحكم بالبطش والقهر  لمدة 30 عام  استطاعت ان تزلزلها وتفككها وتجعلها فى مزبلة التاريخ , كيف نرى الاثر والتأثير ولا نرى او نلمس ادوات المؤثر  المعروفة فى مثل هذه الاحوال الثورية من استخدام العنف وادوات الترهيب  , كيف لا نعرف من المحرك والمخطط والمدبر .., كيف حدثت هذه المعجزة  بدون نبىّ  وكيف نجحت بدون عراب ..؟




ثورة الشعب المصرى والتى كانت نواتها  و سبب انفجارها هم  الشباب  اولاً ,  جعلت كل الحسابات والتوقعات والدراسات تتراجع امامها  .., جعلتهم يتوقفون امامها بانبهار واستغراب كبيرين , وكأنى بهذه الثورة هى الاثبات والدليل الاقوى لنظرية " تأثير حركة  جناح الفراشة "  فكل المؤشرات كانت تقول ان مصر دخلت حزام الثورات  وان ثورتها قريبة , ولكن واحدً منهم لم يضع فى الحسبان ان تكون الثورة من هذه الطبقة من اهل مصر  من الشباب والمثقفين .. من الطبقة الوسطى فى المجتمع , اذا ان كل الدرسات والتحليلات كانت  تنتظر ثورة مصر من احد خياريين " المسجد " او " العشوائيات "
كان المتوقع ان تخرج الثورة من عبائة الدين او كما يحلو للبعض ان يسميهم الاسلاميين فى اشارة الى "الارهاب الاسلامى المزعوم "  او ان تنفجر من الطبقة الفقيرة المطحونة من سكان العشوائيات الذين لا يجدو لقمة العيش او الحياة فى ابسط صورها , ولعل هذا التصور كان احد اسباب نجاح الحركة الشبابية التى تحولات فى ايام الى ثورة حطمت كل الرموز العتيقة فى السلطة واسقطت النظام بالضربة القاضية  ، ولكن كيف يكون هذا .. حدث هذا لان الثورة جأت من الجانب الامن للسلطة .. وهكذا يأتى الخطر من مكمن الامان
اذاً هى معجزة بلا انبياء  .. وبلا قادة  وبلا افكار متحدة او متعارضة .. انه ثورة تبحث عن الحرية  قبل البحث عن مقومات الحياة التى ضاقت باهل مصر .. ثورة اشعلها الشباب  وباركها الشعب بكل الطوائف والاعمار .. بارك الله ثورتكم اهل بلدى  وايديكم بالنصر والتوفيق

رسالة الى :  ثورة مصر
" نجاح الثورة يقاس بما تحقق من نتائج  لا بما حصلت عليه من وعود  "