09 يوليو 2010

صور " مُشرفة " من الفساد القومى والوطنى



فى تصريح لرئيس المنظمة العربية لمكافحة الفساد نُشر مؤخراً , افاد فيه أن حجم الرشاوى المرافقة لصفقات معظم المشاريع في الدول العربية بلغ خلال 50 عاماً حوالي تريليون دولار، هذا حسبما ذكرت صحيفة الحياة السعودية
ربما اطلع كثيراً منا على هذا الخبر .. وفى الغالب لم يتوقف معه الكثيرون او ربما لم يلقوا له بالاً  .., رغم ما يحتوى الخبر من بشاعة ورغم ما يدق من نُزر واجراس تُبين حجم وفداحة الجريمة التى تركتب بحق المجتمع  والفرد
التصريح هو باختصار " تقرير عن حجم الفساد " الذى اصاب البلاد والذى  بعملية حسابية بسيطة يتضح لنا ان حجم ما امكن رصدة من فساد الحكومات كان من الممكن ان يغير وجه وطبيعه المجتمع وحياة الافراد  الى الافضل  وبمراحل ..










ويمكننا استقراء  ذلك بوضوح لو تابعنا تصريح السيد عامر خياط :
 “إن بعض الأرقام عن الدخل القومي للفترة 1950- 2000 تشير إلى أن مجموع الإيرادات للدول العربية في هذه الفترة بلغت ثلاثة تريليونات دولار”.
اى ان حجم ما سرقة المفسدون  بلغ ثلث حجم الدخل القومى للبلاد .. !  نعم ثُلث الدخل القومى  .. الرقم صحيح  ولم يكن خطاء فى الكتابة
ثلث الدخل القومى يذهب لمصلحة افراد قلائل دون الملايين من ابناء هذه البلاد .. ثلث الدخل القومى تم السطو عليه فى بلاد تخوض حروب طويله  وتعانى مشاكل فى البنية الاساسية  وفى الاقتصاد ..وانظمة التعليم والرعاية الصحة 
فقد تم إنفاق الإيرادات بواقع تريليون دولار على التسليح، وتريليون دولار على مشاريع البنية التحتية والمشاريع التنموية، وتريليون دولار على الرشاوى المرافقة لصفقات صاحبت هذه المشاريع”.
اى ان نصيب المفسودون يبلغ الثُلث بالتمام والكمال .., هذا ما تم رصده 
بعض القوانين الادارية  فى الحكومات العربية تمنح رجال السلطة والحكومة ومؤسساتها  نسبة من نتاج ودخل المؤسسة الحكوميه ..واعتبار هذا حق خالص ومشروع للسادة رؤساء ووزراء الحكومات  ورؤساء ومديرى مؤسسات الدولة كُلاً حسب رتبتة ودرجته الوظيفية  .. ولن يكن هناك محل للاستغارب او الاستعجاب اذا علمنا ان الراتب الشهرى لبعضهم ربما يتعدى  الست اصفار ما بين تصنيفات الحوافز والمنح  الشهرية والسنوية .. اضافة الى هذا هناك ما يمكن ان يوضع تحت بند عمولات " رشاوى مقنعه " او تحت بند مكافأت استثنائية .. واخيراً مكافئة نهاية الخدمة... ولكن ما يستحق العجب حقاً ان  الغالبية العظمى من موظفى تلك المؤسسات  لا يكفى راتب  البعض منهم  بالكاد ثمن الخبز .. فكيف يعيشون ..,  ولهذا قصة اخرى ... من قصص الفساد والافساد فى هذا الوطن
اذ  ان صغار الموظفين  وهم السواد الاعظم لا يجدون ما يقيم اودهم او ما يعينهم لراعاية اسرهم  سوى الرشوة التى اصبحت فى المجتمع والدوائر الحكومية  حقاً مكتسب  لا فرار منه , والضحية فى النهايه هو المواطن 
قصص الفساد والمفسدون وانتهاك المال العام وحقوق الناس اكبر من الحصر .., فى تلك البلاد التى اصبح من الصعب قضاء مصالح الناس فيها بدون الرشوة  .. يصبح الفساد مشروع وقانونى وبلا خجل

نعود مرة اخرى الى ذات المؤسسة التى يحمل اسمها شعار مكافحة الفساد " المنظمة العربية لمكافحة الفساد " و كما تعلن عن نفسها انه مؤسسة أهلية مستقلة لا تسعى إلى الربح، تهدف إلى تعزيز الشفافية والحكم الصالح في العالم العربي. تجهد المنظمة، من خلال مجموعة من البرامج والمنشورات، لمكافحة الفساد، ثقافةً وممارسة، وتعميم الوعي بأثاره المدمرة على الإستقرار السياسي والتنمية الإقتصادية/الإجتماعية.
ذات المؤسسة المشمولة  باعتراف الامم المتحدة كمنظمة غير ربحية  لا تستطيع ان تتكلم عن الفساد والمفسودن فى وطننا .. لن اكون متجنياً اذا قلت انها ترعى الفساد  بالصمت عن المفسودون  .. هى ذاتها ترعى الفساد بالتواطىء والتبعية ومراعاة الحكومات  الفاسدة  بالتجاهل وغض الطرف عنها  .., ويمكنكم التحقق من هذا بمراجعه الموقع الرسمى لها على الشبكة  .. والذى يحدثنا على الهيكل التنظيم والادارى لها ..  ولم يحدثنا عن انجاز له  .. الذى يسرد اسماء اعضاء المنظمة ورتبهم الشرفيه ولم يذكر لنا اسم واحداً من المفسدون الموجودن بالسلطة وعلى كراسى الحكم 
هل يحق لنا بعد هذا ان نتحدث عن الفساد ..؟مة العربية لمكافحة الفساد

.

هناك تعليقان (2):

  1. معاك حق يا استاذ طارق
    الساكت عن الحق شيطان اخرس
    لماذا لاتقوم هذه المؤسسه بكشف سماسره الوطن هل تخشى القضايا وهى التى تملك ادله الادانه
    اذا اكتشفت المرض لماذا لاتحارب المسبب او تعطى الدواء او تدل على الطبيب
    نحن نكتفى الكلام
    تحياتى
    عطش الصبار

    ردحذف
  2. مرحباً عطش الصبار
    الفساد اكبر من مواجهه بسيطة .. نحن بحاجة الى تغيير شامل لكل ما فينا

    شاكر متابعتكم ومروركم الدائم

    تحياتى

    ردحذف

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً