13 يوليو 2010

سربرينيتشا .. هل من مُدكر .. ؟

قضية الانسان .. يجب ان تكون اول قضايا الانسانيه
بعيداً عن العصبية والانتماء الفكرى والمذهبى  والدينى .. يجب ان يكون الانتماء للانسان
كم من  الحروب التى التهمت من البشر وما زالت تطلب المذيد من دماء الابرياء من بنى الانسان .. حروب يُذكى ضرامها التعصب والتشيّعُ الاعمى , ويؤجج لهيبها الكراهيه والحقد .. وانكار الانسانية  .., وانى اتسأل ما الذى يبيح للانسان قتل الانسان ومن الذى يعطى هؤلاء تفويض بالقتل والابادة لبنى الانسان .., حتى اننى اشعر بالخجل عندما اسمع قول القائل :
الذئب لا يأكل لحمُ ذئبٌ = ويأكل بعضنا بعضاً عياناَ
وكأننا اكثر قسوة من الذئاب واكثر وحشيةً من الضوارى .. ماذا ابقينا لانسانيتنا ؟




فى عام 1992 م  نشبت ابشع حروب بنى البشر فى القرن العشرين تحت لواء العصبية العرقية الدينه فى البلقان  " البوسنة والهرسك " .. حرب راح ضحيتها ما يتجاوز 200.000 انسان كل جريمتهم انهم "مسلمون" وغض العالم الحر والذى يتشدق بحرية الانسان وحقة فى حياة كريمة اَمانه الطرف عن كل ما ارتكب من مذابح ومجازر وابادة جماعية للمسلمين العزل   من الاطفال والنساء والعجائز المدنيين
تم اغتصاب الصبايا وهتك اعراضهم والتمثيل بهم ثم بقر بطونهم وسحقهم بمنتهى الانسانية
ما يؤلم فى القصة هو ان هذا تم تحت مرىء ومسمع كل العالم  ولم يحرك احد ساكنا  ولم يهتز لاحدهم ضمير ولم يتحرك لاحدهم قلب.. وتحولت المأساة الانسانية الى صفحة من صفاحات الهم البشرى التى كتبت بالدم  ورغم هذا  وحتى هذه اللحظة ما زال هناك من يعتبرها حدث عارض تم تضخيمة .. برغم ما تعرض له من تعتيم اعلامى  وتشويه وتزوير للحقائق
مرت علينا اول امس ( 11/ يوليو ) ذكرى ابشع مذبحة وجريمة ابادة جماعية  فى هذه الحرب ,  وقعت على ارض بلدة سربرينيتشا البوسنية   فى 7/11 / 1995 م  والتى ظهر مدى وفداحة الجريمة من خلال ما تم اكتشافه من مقابر جماعيه ربما تجاوز عدد ضحاياها 8.000 انسان  فى يوم واحد تم تصفيتهم رمياً بالرصاص او تم دفنهم احياء  بلا رحمه وبلا انسانية
ما حدث فى البوسنة والهرسك وصمة عار على جبين الانسانية لن تزول ولن تمحُها الصور المنمقة والمنسقة لجمعيات رعاية الحيوان او حُماة البيئة او المدفعون عن حرية المعتقد والفكر و حقوق المراءة  والطفل وجمعيات المجتمع المدنى والمناضلون من اجل حياة افضل لبنى البشر .. والمدافعون عن حقوق الاقليات فى العالم

شعب تم ابادته وتهجيرة من بلاده وتشريده  ..شعب تمت محاولة طمس هويته وتغير ملامح بلده جغرافيا بتغير الخريطة السكانية ...  كل هذا تم جهاراً  بدون خجل او خوف من مُساله من احد .., والمطالع والمتابع لهذه الاحداث يشعر بالصدمة والفزع  لما تعرض له هؤلاء البشر العُزل من انتهاك لاداميتهم  ومن اغتصاب وتعذيب وقتل وابادة  , ولعل ما نشر من صور تباعاً يكشف بشكل مرعب ما حدث هناك  .., فى نفس الوقت الذى ندعى فيه الرقى والتحضر .., فى الوقت الذى كنا نرفل فيه  فى التنعم والتمتع بملذات الحياة .. فى الوقت الذى كنا نتمرغ فيه تحت دفىء  الفُرش الوثيرة  وعلى وسائدنا الناعمة  كان هناك من يقتلهم البرد قبل ان يموتوا فزعا ورعباً وخوفاً ... هذا ان نجوا من الرصاص ..!  فأى انسانة تلك التى ندعيها ؟

مرت الذكرى الخامسه عشر على هذه المذبحة مرور الكرام .. ولم نتوقف معها   كبشر كى نتذكر مأساة اخواننا فى البشرية الذين قضوا نحبهم تحت غطاء انانيتنا وتحت غطاء الجُبن الذى يسكننا  وتحت رداء الشرعية الدولية التى ترعاها حكوماتنا الميمونة
مرت الذكرى الخامسه عشر .. وستمر السادسة عشر و العاشرطاشر ونحن كما نحن  .. نذداد كل يوماً بعداً عن انسانيتنا


 بعض صور للذكرى ...  ولا عزاء للانسان
عندما يكون الطفل ضحيه كراهيه وحقد الكبار من بنى الانسان
بأى ذنب قُتلت ...؟؟؟!



الصور التالية لرفات وجدت فى مقابر جماعية  والمعذرة اذا كانت تحمل نوعاً من الايذاء والالم  للانسان




واخيراً فيديو .. مرتبط  حتى لا ننسى





.

هناك تعليقان (2):

  1. لا اخفى عليك استاذ طارق اننى دخلت عده مرات وقرات هذا البوست عده مراتلكى اجد ما اقوله الا ان بشاعه مارايت وجرم الصمت الذى ارتكبناه محا الابجديه ولم اجد ما اقوله فعذرا سيدى الالم والخجل والعار اكبر من مجرد كلمات مواساه
    الاسبيل كى نرسل لشعوب الدنيا مثل هذه الصور قد يستيقظ ضميرهم
    ويستيقظ ضميرنا ونعلم اننا اكلنا يوم اكل اثور الابيض

    ردحذف
  2. العزيزة عطش الصبار .. اشكر مروركم والتعليق
    هناك فى الحياة امور كثيرة نتوقف امامها ولا نستطيع الكلام

    لله الامر من قبل ومن بعد

    مودتى

    ردحذف

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً