26 يونيو 2010

رتشيل كورى .. عندما يموت الانسان من اجل قضية الانسانية


داهمنى سؤال صديقى على حين غرة وهو فى حالة عدم اكتراث  واستهجان ... من تكون رتشيل كورى هذه حتى يطلقون اسمها على احد مراكب اسطول الحرية  المتجه الى غزة ...؟
لحظة صمت  .. سبقت ردى عليه .
قلت له بألم  ... انسانة .
مط شفتيه غير مكترث ولم يبدى اهتمام باجابتى ... محاولاً ان يبدى لى امتعاضة مما تعرض له اسطول الحرية من هجوم  اسرائيلى وما كان من سقوط 19  قتيل .. , و واصل حديثه مستنكرا  كيف يطلقون اسم " راشيل " على مركب فى مهمة انسانية " ظناً منه انه " اسم اسرائيلى "







لم يدرك صديقى ان اجابتى هى اشمل وافضل اجابة على سؤاله .!

نعم هى انسانة .. بكل ما تعنى الكلمة .., جسدت معنى ومفهوم الانسان الحقيقى  فى زمن غابت فيه الاحاسيس والمشاعر الانسانية
رتشيل كورى ( Rachel Corrie ) هى ناشطة حقوقية امريكية  لقت حتفها دفاعاً عن " قضية الانسان " تحت عجلات جرافة اسرائيلية اثناء محاولتها هدم احد البيوت الفلسطنية بقطاع غزة .., رتشيل وقفت فى شجاعه لتمنع الجرافة من اتمام مهمة الهدم  من منطلق ايمان راسخ بفداحة الجرم الذى سيشرد اسرة امانه .. ,  من منطلق انسانى .. من منطلق الدفاع عن المظلوم والوقوف فى وجه الظالم مهما كلف الامر
راشيل كوري (بالإنجليزية:Rachel Corrie، عاشت بين 10 أبريل 1979 - 16 مارس 2003 م) عضوة في حركة التضامن الدولية (ISM) وسافرت لقطاع غزه بفلسطين المحتله أثناء الانتفاضة الثانيه حيث قتلت بطريقة وحشية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية تابعة للقوات الإسرائيلية كانت تقوم بهدم مباني مدنية لفلسطينيين في مدينة رفح في قطاع غزّة.                                                                      ويكبيديا
تابعت اخبار رتشيل  وحكايتها تقريبا منذ وقع هذا الحادث المأسوى (16 -3 - 2003 م )  الذى قضت فيه  , وكُنت وما زلت ارى فيها نموذج مشرق  لمعنى ومفهوم الانسان ..كما يجب ان يكون ..  , حياتها القصيرة  (23 سنة )  تجلت فيها بوضوح شواهد ومواقف تجعلنا نذوب خجلاً من انفسنا , كيف لا ونحن نرى ونلمس ما كانت عليه من انسانية عالية الدرجة رفيعة المقام , فمنذ نعومة اظافرها احست بالاخر ..و تألمت لالمهُ , يكفى ان نشاهد مقطع فيديو منتشر على الشبكة وخاصة اليوتيوب  يصور رتشيل وهى طفلة  تُلقى كلمة فى مدرستها الابتدائية باميركا  , كلمات رتشيل تجسد معنى الانسان والانسانية ..استمع لها وهى تقول " انا هنا لاننى اهتم .. انا هنا لان كل الاطفال فى العالم يعانون "


طفل تربى على هذى الاخلاق  وتلك المفاهيم  لابد ان يكون  " انسان " لابد انه يرى العالم باحساس الانسان  .., رتشيل كورى  اجابة عن سؤال وبحث البشر عن انسانيتهم , ريتشل مدعاة للفخر والاعتزاز  ونموذج  نتمنى ان نُربى اطفالنا وبناتنا عليه .. , عندما نتحدث عنها نتحدث عن فتاة تعيش حياة الرغد والرفاهيه ..تركت كل هذا لانها تعيش قضية الانسان والانسانية  وكان اولى بها ان تتخلق  بالانانية و عدم الاهتمام او الاكتراث  بما حولها  , الا انها قالت " انا هنا لاننى اهتم "
كم منا نحن  من يرى هذا فى نفسه وفيمن حوله ..؟
هل كنا فى حاجة لمثل احداث قافلة الحرية وما تعرضت له من هجوم  كى نتذكر رتشيل كورى  من جديد .. هل من الانسانية ان ننسى او نتناسى  ونجهل اسم انسانة قدمت حياتها ثمناً لقضية الانسان  التى امنت بها .. كم نحن اقزام  امام عظمة الانسانية التى تجلت فى ريتشل كورى

عندما تناقلت وسائل الاعلام خبر وفاة رتشيل كورى  وهى تتصدى للجرافة الاسرائلية , احدث الخبر هزة قوية فى المجتمع الامريكى ووضع معاناة الشعب الفلسطينى وما يجد ويكابد  تحت مجهر الاحداث .. ووضع ريتشل فى قمة معانى الانسانية ..حتى ان هناك اعمالاً قدمت شخصيتها وحياتها
وفاة ريتشل كوري، 23 عاما، لم تثر حركة احتجاجية تدخلت فيها منظمات عالمية تطالب اسرائيل بالتحقيق فحسب، بل استمالت كبار الممثلين والمخرجين المسرحيين البريطانيين لتوثيق نشاطاتها وقناعاتها ومبادئها بعمل درامي، خصوصا الين ريكمان، الممثل البريطاني اليهودي الشهير، الذي لعب دور البروفسور سيفيروس روغ في سلسلة افلام هاري بوتر، وافلام كثيرة اخرى تمتعت بنفس الشهرة عالميا، والذي طلب منه مسرح «رويال كورت» الشهير في «سلون سكوير» بجنوب غرب لندن تقديم حياتها في عمل درامي تحت عنوان «اسمي ريتشل كوري» مبنيا على مراسلات ريتشل مع والديها في ولاية واشنطن على شبكة الإنترنت (إي ميل) خلال وجودها في غزة والتي نشرتها صحيفة «الغارديان» البريطانية على حلقات                                                                الشرق الاوسط
رغم ان العمل واجه صعوبات وتم منعه ومصادرته  .. الا انه تم عرضه على مسرح في نيويورك بعد منعها..  , للاسف لم تحظى منا رتشيل بما تستحق من التقدير او حتى لم نفسح لها مساحة من الذاكرة  جراء ما قدمت لقضيتنا او حتى لانسانيتنا
الا تستحق رتشر كورى  ان نتذكرها  ويطلق اسمها على احدى مراكب قافلة الحرية المتجه لنفس المكان الذى ماتت فيه  ولنفس القضية التى قضت نحبها دفاعاً عنها

بل تستحق اكثر من هذا , تستحق ان نطلق اسمها على شوارعنا ومياديننا ..  كنوع من العرفان  والتقدير للانسان قبل التقدير لرتشيل
تستحق ان نطلق اسمها على المدارس لتكون نموذج يقتدى به اطفالنا وشبابنا .. رتشيل تستحق منا اكثر من هذا بكثير

شكراً لمن فكر وقرر  واطلق اسمها على احد القوارب المتجه الى غزة .. ليذكرنا بها وحتى لا ننسى هذا النموذج الانسانى الرائع.







يمكنك الان زيارة الموقع الذى تم انشائة  تخليداً للانسانة رتشيل كورى


.

هناك تعليقان (2):

  1. تساءلت لماذا سميت القافلة بهذا الاسم رغم انطلاقها من تركيا
    و الان ادركت تقدير الاتراك له
    شكرا اخ طارق على اهمية هذا المقال
    حقا يهمني كثيرا

    ردحذف
  2. كثير من الاسماء والاشياء فى حياتنا نمر بها .. وربما نتوقف توقف سريع ولا نلقى لها بالاً
    الا ان هناك امور واشياء .. اسماء يجب الا تمر بسهولة

    شاكر مروركم وتعليقكم الكريم

    مودتى

    ردحذف

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً