11 أبريل 2010

عودة " شيلوك "


"شيلوك... مُرابِ يهودي، بنى شهرته التاريخية
على اللؤم والجشع عندما فرض على غريمه أن
يدفع رطلاً من لحم فخذه إذا عجز عن تسديد الدين"


الشيلوكية ظاهرة دخلت حياتنا .. واصبحت من علامات العصر الجديد المميزه
كنا نرى فى شخصية شيلوك .. نوعاً من الرمزيه الموغله فى البعد عن الواقع
وقد رسمنا بالخيال ملامح الشخصية الشكسبيرية
حتى السينما عندما جسدت الشخصية وضعتها فى اطار مزرى بغيض
ومع ظهور شيلوك وتفشيه فى مجتمعنا المعاصر
تجسد هذه المرة بصورة مختلفة وملامح بعيدة عما رسم شكسبير
شيلوك يعيش بيننا .. يعيش معنا
يراقبنا .. ويلمح كل ما فينا بعين وروح " التاجر" وباحساس شيلوك
شيلوك العصر الحديث هو نفس شيلوك شكسبير .. الطماع البشع
ولكن بمظهر مختلف (New look) يناسب الرقى والمدنيه
الا ان شيلوك الان اكثر طمعاً .. واكثر بشاعة



شيلوك شكسبير كان يفعل ما يفعل .. فى الخفاء .. فى الظلام
ولا يتعدى القانون والنظام
شيلوك هذا الزمان يُرابى ( الربا مُقنن و مشروع الان )
ويسرق ( فى ظل القانون )
طاغيه ( والحكومات تساندهُ وترعاه)
شيلوك هذا الزمان كما قلنا اختلف فى الظاهر
فهو وسيم ..يرتدى افخر البزات والملابس
ويركب احدث السيارات .. ويرتاد ارقى الامكان والمنتجعات
له مكانة بارزة فى المجتمع .. وقد يكون " او فى الغالب "هو احد رجالات الحكومة والسياسة
شيلوك اخذ شكل ومسميات مختلفة " على حسب موطنة وبلدة "
هو احيانا ::
باشا - بك " بيه " - حوت - هامور - شيخ - امير - وزير .. الخ
يمكنك ان تضع فى هذا السياق ما يناسب توزيعك الاقليمى

عندما اتأمل الشيلوكية الان .. وما تفعل فى الانسان والاوطان
اترحم على شيلوك شكسبير .. لانة كان يُعطى .. ويأخذ " وان تفاوتت النسب"

اما شيلوك هذا الزمان.. يأخذ
يأخذ فقط .. وبلا مقابل .. ولا يجد من يردعه
ويتاجر فى كل شى حتى فى الانسان ( تجارة الاعضاء البشرية اصبحت واقع وحقيقة )
"لم تنقذ الضحية إلاّ عبقرية شكسبير، حين اشترط في مسرحيته
أن يستوفي اللحم من دون إسالة قطرة دم
استطاع شكسبير ان يحل المعضلة عندما اعطة الحق فى اخذ حقة " رطل اللحم البشرى "
ولكن بدون اراقة دماء
والان اصبحت الدماء و البشر ارخص شىء
شيلوك يسطو على الاموال والحرث والنساء
يسطو على الفكر والعلم ويتاجر فى الادمغه والابداعات .. ويسطو على كل ما فينا
شيلوك يعود اكثر بشاعه .. واكثر رقُى ..
انظر حولك .. ستجد الكثيرين من منتسبى واعضاء النادى الشيلوكى
وانتظر منك المساهمة فى اكتشاف وعرض النماذج الشيلوكية فى مجتمعك .. انا متأكد انهم صاروا كثيراً من حولك
ولا تنسى ان تترحم على " المسكين " شيلوك .. شكسبير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً