11 أبريل 2010

الزئبق الاحمر - بين الوهم والحقيقة ( الجزء الثالث )


                                " تجارة الوهم .. اكثر انواع التجارة رواجاً
حتى فى المجتمعات المتقدمة والراقية"
 ايفان تشنكو...,,


بعدما استعرضنا فيما سبق بعض ما ورد وما اثير حول الموضوع
وجب علينا ان نستقراء الامر من خلال ما ورد ولكن ببعض النظرة العقلانية
فى مقال للدكتور زاهى حواس " مدير هيئة الاثار المصرية والخبير والاثرى المشهور "
يقول الدكتور حواس :



"بالفعل يوجد نوعان من الزئبق الأحمر؛ الأول يصنع في روسيا وكازاخستان، وهو عبارة عن مسحوق أو بودرة حمراء معدنية وتستخدم في عمليات الانشطار النووي، وتحمل هذه البودرة مادة مشعة تباع بملايين الدولارات في السوق السوداء بعد تهريبها من المعامل والمفاعلات النووية على أيدي المافيا العالمية.. هذا فعلاً موضوع حقيقي يشير إلى وجود ما يعرف باسم الزئبق الأحمر، ولكن هذا النوع ليست له صلة بإحضار الجان أو شفاء المرضى. ومن الناحية العلمية نعرف أيضاً أن الزئبق الأحمر الحقيقي يستخرج من الذهب، وذلك عن طريق تعريض خام الذهب إلى الإشعاع، وبعد ذلك ينشط المعدن ويستخرج منه ما يعرف باسم الزئبق الأحمر المشع.
والحقيقة أنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بدأ التجار والمافيا بتهريب الزئبق الأحمر إلى بعض الدول التي تستعمله في التفجيرات النووية. وهذا الزئبق لا يصنع من أيِّ مادة غير الذهب.. ولكن الزئبق المصري الذي ظهرت خرافته وانتشرت بين الناس، فهو قصة تصلح بالفعل لصنع فيلم سينمائي شائق.." جريدة الشرق الاوسط ...
الخلاصة ومما سيق نستطيع ان نقول ان الزئبق الاحمر الفرعونى " الروحانى "
هو وهم بكل المقاييس العقلانية ويجب ان ننتبه الى ان الامر فى مجملهُ خدعه كبرى
لدرجة ان بعض المحللين فى مجال علم الاجتماع السياسى يقول ..
" قد يكون فى حكاية الزئبق الاحمر " نوع من حيل الحكومات لصرف الناس الى الاوهام والخيالات او كنوع من التخدير الجماعى لوجدان الناس لصرفهم عن معترك الحياة والسياسة"
اعجبنى تعليق فى احد المواقع ولعله يلخص كثيرا ويفك رموز ولغز الحكاية :
"يوجد الزئبق الاحمرفى منطقة البصراوى من اعمال حى امبابة الحى الشعبى الفقير والذى لا يجد 50%على الاقل من سكانه الغذاء تجد نفسك على المقهى مقحماً فى مجلس مكون من عشرون شبشباً اى عشرة ذكور كل منهم يرتدى شبشب حمام _دليل على العوز_وتجدهم يتحدثون بريبة عن ملايين الجنيهات وجرامات الزئبق واحدهم يدخن عقب سيجارة ليدعى أنه معه أو مع احد اصدقاء الطفولة علماً بانهم مشردون لا طفولة لهم هذا المشهد دائم التكرار حيث الفقر والعوز والمجاعةوالى لقاء اخر مع الجنيه ابو جمل وابو جملين أمل سالم كيميائى مصرى" المصدر ...
التعليق يلخص الحقيقة المُره التى يعيشها الناس ويبنون من خلالها ومن الوهم قصور من الخيال
يقول دكتور " حواس "
"إشاعة جديدة خرجت من مصر وانتشرت في العديد من البلدان العربية. الإشاعة تقول إن الزئبق الأحمر موجود في مصر، وإن هناك البعض الذي عثر عليه داخل منطقة الرقبة في المومياوات الملكية، وإن مَنْ يملك هذا الزئبق يستطع أن يسخِّر الجان ويجعلهم طوع أمره يأتون له بما يأمرهم به، وقيل أيضاً إن لهذا الزئبق قدرة على الشفاء من المرض.. وبسرعة البرق انتشر الخبر حتى وصل إلى المثقفين والعامة، وكان هناك العديد من المواطنين يسألونني عن هذا الموضوع وحقيقته، بل ووصل الأمر إلى حد أن جاءني أحد خبراء السياحة، وهو على درجة كبيرة من العلم والثقافة، ووجدته يؤكد لي أن الزئبق الأحمر حقيقة وليس مجرد وهم، وأن هناك بمصر عددا من السراديب السرية مليئة بمومياوات ملكية وداخل منطقة الحلق بهذه المومياوات، يوجد السر العظيم للزئبق الأحمر.. وقد اتضح أن هذه الإشاعة أطلقها بعض محترفي النصب الذين اعتادوا نصب شباكهم لإيقاع السائحين خاصة الأثرياء.. ومن قصص الوهم أو (الفهلوة) كما يسميها المصريون، هناك قصة شهيرة يرددها أهالي الأقصر، وهي أن أحد المرشدين السياحيين، وهو من غير المثقفين، وجد أن أحد تجار الآثار المعروفين قد توفيَّ وأقام أهله سرادق العزاء.. ومن المعروف أن سرادق العزاء في الأقصر يقدم فيه القهوة، وفي بعض الأحيان تقدم أنواع من السجائر إلى الحاضرين في الأوقات التي لا يُقرأ فيها القرآن.. ويبدو أن المرشد وجدها فرصة للحصول على بعض المال من السائحين، وقال لهم إن هناك قرآن يتلى Party (حفلة قرآن)، ومن يرِدْ الحضورَ فعليه دفع عشرة دولارات. وطبعاً كانت فرصة للسائحين للحضور. وعندما وصل هؤلاء إلى سرادق العزاء اعتقد أهالي المتوفى أن هؤلاء الأجانب هم من العملاء الذين تعاملوا مع المرحوم في تجارة الآثار، ولذلك استقبلوهم استقبالاً حاراً وقدموا لهم المشروبات وسمعوا الآيات القرآنية، وهم لا يفهمون ما يحدث.. وموضوع الزئبق الأحمر يتطابق تماماً مع هذه القصة. فهناك بعض الناس الذين تواجههم مشاكل صحية يعجز عن حلها الأطباء ولذلك تجدهم يتمسكون بأي خيط ولو كان ضعيفا أو أي بارقة أمل في الشفاء.. وفي إحدى الجلسات بصالون أنيس منصور، وجدنا أن بعض الحاضرين يتحدث عن موضوع الزئبق الأحمر بل ويشير إلى أنه شاهد هذا الزئبق بعينيه عند أحد أصدقائه في منطقة مصر الجديدة. وكان أنيس منصور يضحك ولا يعلق، ولم أجد غير أن أطلب من هذا الشخص أن يأخذني لمقابلة صديقه الذي يمتلك هذا الوهم.. وهو الزئبق الأحمر، وبالطبع لم يفعل. واتصل بي بعض الصحفيين يسألون عن تفسير هذا الموضوع، ولم أكن أجد أي إجابة غير أنني قمت بالعديد من الحفائر العلمية في العديد من المناطق الأثرية بمصر، واكتشفت مومياوات كثيرة، ولم يحدث أن اكتشفت أي زئبق سواء أحمر أو أبيض.. لقد انتشرت الإشاعة وكتبت الصحف تنبه الناس إلى أسطورة الزئبق الأحمر لكي لا يقعوا فريسة للنصابين، وللأسف جَرَى كثيرٌ من الناس وراء هذا الوهم الذي أفقدَهم أموالهم. وأغرب ما حدث كان حضور أحد الأثرياء العرب لمقابلتي، ويطلب مني أن أحضر له بعضا من الزئبق الذي عثرت عليه داخل المومياوات التي أقوم باكتشافها، وكنت في ذلك الوقت قد كشفت عن وادي المومياوات الذهبية بالواحات البحرية.. " جريدة الشرق الاوسط ...
اذا الحكاية فى مجملها ربما تكون خدعه .. ولان الانسان يسعى فى الغالب
الى الحلم بالثراء والرفاهيه .. حلمه هذا جعلها يصدق ويقتنع بما لا يُصدق
نسأل الله العفو والعافيه ..,,

هناك تعليق واحد:

  1. اشرف محمد المحامى بالنقضسبتمبر 22, 2012 11:04 م

    نشكركم على المعلومة افادكم الله اشرف محمد المحامى بالنقض

    ردحذف

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً