07 أبريل 2010

اللغة العربية .. تحتضر ..



اللغات مثل البشر ..  تحيا وتموت ..  تنتعش وتنمو  كما  تضمر وتنكمش
فى تقرير صدر مؤخراً عن منظمة اليونسكو والتى ترعى الثقافة  العالمية والتراث الانسانى  مفادهُ 
يتنبأ بما أسماه "موت" اللغة العربية واقتصار دورها على المساجد وقراءة القرآن فقط








عندما تصل اللغة العربية الى هذا التصنيف والتقييم العالمى وخاصة اذا كان من منظمة بحجم منظمة اليونسكو فأن الامر يجب ألاَ  يمُر بدون توقف
وقبل ان اتكلم عن مظاهر الذبول وعلامات الاندثار فى اللغة العربية  يتوجب علينا ان نرى حجم اللغة العربية ومدى انتشارها فى عالم اليوم .. و بالرجوع  الى اخر الاحصائيات نجد انفسنا امام امر اقل ما يوصف به انه غريب ..
 فضلاً راجع هذه الاحصائيات والحقائق بدقة
  • العربية أكثر لغات المجموعة السامية تحدثاً، وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة
  • منهم 298 مليونا فقط  في الوطن العربي
  • ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال وإرتيريا.
  • أثرت العربية، تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى
  • كما اثرت ايضاً على اللغات الأوروبية كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والروسية والإنكليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية
  • العربية لغة رسمية في كل دول الوطن العربي إضافة إلى كونها لغة رسمية في تشاد وإريتيريا وإسرائيل.
  • اللغة العربية  الرابعة من لغات منظمة الأمم المتحدة الرسمية الست.
  • تعتبر اللغة العربية أكبر اللغات السامية المتحدث بها، وإحدى أكثر اللغات انتشارا في العالم.
ويكيبيديا
والان بعد هذه الاحصائيات والارقام التى عرضناها  , والتى اتمنى ان تكون قد امعنت النظر  فيها تدقيقاً  ومراجعه  ,نجد انفسنا امام سؤال
كيف للغة بهذا الحجم وهذا الكم من الاتباع والمستخدمين لها والناطقين بها ان تكون فى مرحلة احتضار ..؟
يقول دكتور احمد درويش - الاستاذ بكلية دار العلوم القاهرية :
إن الإحصائيات تؤكد انقراض 300 لغة في القرن الماضى بمعدل ثلاث لغات كل عام أمام لغة جديدة
فهل هذا يعنى ان اللغة العربية سوف يكون مألها  الى ما ألت اليه هذه اللغات ..؟
للاسف سنجد الاجابة .. نعم
فهناك ظواهر علمية " بحثية " تؤكد هذا ..., فالبرجوع الى الواقع سنجد ان اللغة العربية باتت مهمشه ومنسية ومهمله فى وسائل الاعلام خاصة العربية منها او التى تخاطب العرب تحديداً
فوسائل الاعلام مثل التلفزة والاذاعة ( المرئية والمسموعة ) ومع انتشار البث الفضائى اخذت على عاتقها تهميش العربية كلغة موجهه الى مُتلقى " عربى "  وباتت اللغة العامية واللهجات المحليه هى الغالبة مع تخصيص جزء كبير من لغات الحوار بلغات غربية مثل الانجليزية والفرنسية ..
مع الاهمال التام لها  فى الاعلانات وبرامج المسابقات وكذا ما يعرف بتلفزيون الواقع , فهذه النوعية من المواد الاعلامية تكاد العربية لا تظهر فيها من قريب او بعيد  وانما تم الاستعاضة عنها باللهجات المحلية الدارجة والعامية والكثر الكثير من الكلمات والمصطلحات الاجنبية
ولا ننسى دور الاعلام المطبوع سواء فى مجال الصحافة  او الادب  الروائى والقصصى  والذى تحول الى مسخ من اللهجات المحلية
وايضاً ظاهرة استخدام الاسماء الاجنبية والحروف اللاتنية كمُسميات اساسية فى واجهات المحلات والشركات  و " ربما لافتات  وارشادات المرور " ناهيك عن اسماء السلع  الغذائية  والسلع المعمرة وادوات التجميل  والتى ربما تخلو تماماً من اى اشارة عربية
وهذا لان المجتمعات العربية ادمنت ثقافة الغرب وعاشت وهم الحداثة والانجذاب الى كل جديد وهذا على حساب لغتهم الاساسية
بالطبع انا اقصد فى حديثى السابق " اللغة العربية الفصحى " وليست اللهجات المحلية ..,  وحتى لا يحدث خلط بين الفصحى وادوات اللغة المستخدمة فى الحياة اليومية
عملية التغريب اللغوى  وابتداع لهجات  او لغات جديدة  ليست وليدة هذه الايام .. وانما هى منذ زمن ليس بالقريب
وتلحظ هذا فى الاسلوب الساخر  من مستخدمى اللغة العربية فى السينما المصرية  تحديداً وربما لانها الاكثر انتشاراً والتى ربت الذوق العام ونقل واختلاق ثقافة جديدة كانت من اهم اسباب تهميش وتردى اللغة الفصحية وابدالها باللهجة المصرية الدارجة
فكلنا شاهدنا  هذه النماذج فى اعمال عديده .. تتعمد اظهار المتحدث باللهجة العربية على انه " رجعى متخلف "  مثل ادوار كالتاى قام بها الممثل عبدالمنعم ابراهيم على سبيل المثال لا الحصر  اوغيره مثل تجسيد شخصية  ما يُعرف بالمأذون  حتى وصلنا الى زمن عادل امام الذى استهزىء باللغة الفصيحة فى جُل اعماله  منذ فترة الثمانينيات واصبحت مقولاته  متداولة على الالسنة بشىء من التهكم والسخرية  ومداعة لجلب الضحكات  والابتسام
غير ان هذا ربما يأتى كدور ثانوى  اذا تمت المقارنة بيه وبين التشويه الذى يحدث للغة العربية فى مؤسسات التعليم بمراحله وهذا من خلال مناهج وزارات التعليم  واسلوب منهج العملية التعليمة بداية من طريقة واسلوب المعلمين فى القاء دروسهم ومحاضراتهم
والاهتمام المتذايد بابراز اللغة الفصيحة  كنوع من النشاذ ..وربما اكون  مُتجاوزاً حدود الواقع اذا ما اشرت الى  اهمال تعريب  العلوم الغربيه وانما الحرص علي  دراستها بلغتها الاساسية حتى صرنا نرى ان بعض العلوم لايمكن تعلمها او الاتقان بها الا خارج حدود اللسان العربى مثل " دراسة الطب " على سبيل المثال لا الحصر

دكتور  عبد الوهاب المسيري مؤلف موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية قد رفع دعوى قضائية في العام 2007 ضد الرئيس حسني مبارك يلزمه فيها بتطبيق مادة دستورية تنص على أن العربية هي اللغة الرسمية للدولة.
وقال المسيري:
إن ما دفعه إلى ذلك غيرته على اللغة العربية التي قال: إنها تتعرض في مصر لموجة من الهوس التغريبي وهو ما يخالف في رأيه نص الدستور المصري وقوانين تنص على حماية اللغة العربية
 دكتور المسيرى رحمه  الله دق جرس الانذار ربما متأخراً كثيرا .. وان كانت دعواه  تُلقى حجر فى بحيرة راكدة الا انها لم تلقى القدر الكافى فى الاهتمام والتداول بين  ابناء هذا الجيل من مثقفى الامة
وقد قدم فى حيثيات دعواه التى اقامها ضد رئيس الدولة ورئيس الوزراء  , صور استعرض فيها اسماء محلات وشركات واسماء احياء وقرى سياحية وايضا نماذج من اعلانات فى صحف قومية  .. كلها تخلو من كلمة عربية واحدة .. وكأن هذا يحدث خارج حدود دولة ينص دستورها ان اللغة العربية هى لغة الدولة الرسمية
واشار الى نوع اخر من التغريب اللغوى فى اعلانات تطلب تحديداً  لشغل وظائف  ان يكون المتقدم للوظيفة من خريجى " الجامعة الامريكية " .. ويرى فى هذا نوعاً من الاستهانة باللغة العربية وتعبير عن عقدة نفسية واستلاب إلى الغرب


للحديث بقية  .. ... يُتبع

هناك تعليقان (2):

  1. الأستاذالفاضل صاحب المقال:
    أشكر لك غيرتك على اللغة العربية
    فتابع بارك الله فيك مقالاتك الهادفة
    ولكن أعتب عليكم كثرة الأخطاء اللإملائية واللغوية والتي لعلي لا ألقي اللوم فيه عليكم وحدكم وإنما على المؤسسة التعليمية التي كنتم تابعين لها والتي أدت إلى ضعفهذه العلوم بإهمالها
    فكلمة نشاز (مثلاً تكتب بالزاي لا بالذال)، وهيأ (الهمزة على ألف لأن ما قبلها مفتوح)
    هذا للتمثيل ولتأكيد كلامكم
    ومقالكم فتح فينا جروحا
    فسر على بركة الله وأكمل
    وليتكم تركزون على دور المدارس العالمية التي لا تدرس كلمة باللغة العربية والتي سيخرج علينا بسببها جيل لا يعرف قراءة سطر في كتاب الله فضلا علن أن يقرأ لوحة في الشارع
    بوركتم لا كسر قلمكم

    ردحذف
  2. مرحباً اخى غير معروف
    اسعدنى مروركم الكريم وتعليقكم القيم وملاحظتكم ونصيحتكم القيمة
    والمعذرةان كان هناك تقصير
    يا اخى ربما تكون سرعة الكتابة هى وراء ما ذكرت من ملاحظات .. ويمكن مراجعة ذلك على نفيك وعلى ما كتبت
    على سبيل المثال " ضعفهذه ا " او " وهيأ" التى لا يوجد بها مجال للشك
    تقبل تحياتى

    ردحذف

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً