03 سبتمبر 2010

فنون .. معاصرة -1-


"جربتُ الف عبادةٌ .. وعبادةٍ
فوجدت ُ أعظمها عبادةُ ذاتى"
نزار قبانى..،


ربما يرى البعض فجاجة وخروج عن المألوف فى كلمات نزار
فرغم ما تحتوى الكلمات من معانى تحدث اثر الصدمة فى نفس المتلقى
الا انها توصيف لحال البشر فى هذا الزمان اصدق ما يكون
لدرجة انها من قوة الصدق تجعلك تكذب على نفسك!
تعلم الانسان فى هذا الزمان فنون شتى واكتسب مهارات متنوعه






فن الخداع
اكثر فنون هذا الزمان انتشاراً واكثرها براعه واتقاناً
والخداع يأخذ اشكال مختلفة تذكرك بلوحة تكعيبية لبيكاسو
الوجوه تأخذ شكل المنحنيات والاحاسيس تجسدها مجسمات ومكعبات مصمتة حتى الذاكره فى حياتنا تتوارى خلف الالوان الداكنة الباهته والرمُاديه
ويتحول الانسان الى دُمية تحركها خيوط الخوف والجهاله والرغبات
يولد الانسان نقى على الفطرة ويوم بعد يوم يتعرف على الخداع والوانه
بداية من الخدعة الاولى التى تعرض لها عندما ابدلوه ثدى امه بهذى الخدعة الكوتشوك المطاطية "السكاتة"
وبرغم انه شعرَ الخدعة واحس مرارة طعمها الا انه رضى وصمت وتعايش معها
اذاً من البداية استمرىء الخداع ورضى به !
ولن يستغرب بعدها اى احاسيس او اى افعال تحمل الخداع بشكل سافر او مقنع
" وشافى النفس من نزعات شرٍ كشافاً من طبائعها الذئابُ"


فن " الانا " الانانية
ربما هى من الاشياء الموجوده فى طبيعة البشر
وكل المصلحون وحملة وحي السماء سعوا ما وسعهم السعى لتخليص الانسان من هذى الرذيلة
الا انها مُتأصلة فيه وفى طبيعته وكما قيل:
الطبع والروح موضوعانِ فى جسدً لا يخرج الطبع حتى تخرج الروحُ
وفى هذا الزمان اخذت "الانا" شكل اخر مختلف وجديد واكثر بشاعة
ولم يعد مستغرباً ان نرى ونسمع كل يوم اهوال ما يترتب عليها وما يُرتكب بإسمها
حقيقة استغرب عندما اجد الانانيه لم تعد صفة مقيته او منبُوذة
بل اصبحت هى الاصل وما دونها شاذ فى صفات الناس
كلنا لا يرى الا نفسه .. وكلنا لا يجد فيمن حوله ما يُرضيه عنهم
ولا نسمع الا صوتنا ولا نطرب الا لغنائنا ولا نسعد الا بالتفرد عمن سوانا
بدلنا كل جمال باقبح ما فينا
واستعرضنا القبح على منصات الانانية بفخر وزهو !
وغدت كل المعانى معكوسة وكل الصفات بلا موصوف غير انفسنا
وعندما توارى كل الناس كُلاً خلف نفسة لم نرى منا غير الحَسن ولا نجد فيمن هم سوانا الا القبيح

فن الخنوع والذل

هو فن البشاعة و ارتقاء قمم الهوان " هل كنت تعلم ان للهوان قمم"؟
داءٌ عُضال متوارث فى المجتمع ويستشرى ويذيد
هذا الذى جعل الانسان يسير ويجر ورائه هموم لا تقوىَ على حملها الجبال
وكل اولائك المُنكبُون على هم الحياة لا يجدون سواه مجداف لتسير مركب الحياة
واى حياة تلك المكبلة باغلال الذل وارهصات الطبقية المزاجية والعسف والجور فى محراب البشر
هل يا تُرى هم راضون حقيقةً به وهل هم راضون بهذا فى انفسهم
وهل اندثر الكرام واصبحوا اثر بعد عين فى زمان الذل والاذلال والتذلل
ردء ثقيل وتبعه مُضنيه تلك التى المت ببنى البشر
والذل منه الذل الصريح وهذا ربما يُقبل من البعض ولكن الذل المُقنع هو ابشع انواع هذا الداء
ولا يأتى الذل الا من ثقافة مجتمع ومن تربية نفسية مريضه
جُبل بنى البشر عليها
ولا يسعنى الا ان اقول " اذا دنت نفس الكريم تذوب فى اعماقهِ"
كثيرٌ هى فنوننا المعاصرة والتى اجدناها وبرعنا فيها
لا تستغربوا من كلامى كثيرا فانا اعلم انها امراض اصابت المجتمع
ولكن اغرب ما فى الامر ان المجتمع اعطها الوان مختلفة وعادت امرضُنا ارهصات
وتحولت الارهصات الى فنون وبراعة وابدعات
فنون تسجل لبنى هذا الزمن

.

هناك تعليقان (2):

  1. في البدء: عيدكم مبارك وأيامكم سعيدة.. وإن شاء الله من العايدين بخير وصحة وسلامة..
    --------
    [اذاً من البداية استمرىء الخداع ورضى به!]
    الطفل لم يستمرئ خداعنا.. وإنما فهمنا لذلك تجده يلجأ معناإلى اسلوب الملق الرخيص لتلبية حاجاته!
    [وغدت كل المعانى معكوسة وكل الصفات بلا موصوف غير انفسنا].. في غالب الأحيان يكون معكوساً.. قد أكون مخطئة لكن هذا على الأقل ما أشعر به

    ردحذف
  2. كل عام وانتم بخير اختى الفاضلة وجعل الله ايامكم سعادة ورضى
    ربما يكون اساتمراء الخداع اهون من الملق الرخيص كما وصفتى ... ما تشعرين به مؤشر صادق لما وصلنا اليه او ما نحن فيه
    شاكر مروركم الكريم

    ردحذف

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً