28 أغسطس 2010

ألغازُ ... الغاز ..؟؟!


من مدينة العريش المصرية " الساحلية " يخرج خط انابيب الغاز المصرى  ممتداً تحت مياة البحر المتوسط ليصل الى مدينة عسقلان الاسرائلية .
خط الغاز الذى اثار ومازال يثير كثيراً من الاحتجاجات والرفض الشعبى المصرى سواء على المستوى الجماهيرى او المعارضه ، ويسبب فى ذات الوقت وجع وصداع دائم للحكومة المصرية والتى لا تجد ما يبرر او يسد الزرائع وراء ما اطلق علية ثفقات الغاز المشبوهه مع الكيان الاسرائيلى






ففى 18 فبراير من عام 2008 بداء وبشكل رسمى تدفق الغاز المصرى فى مرحلة تجريبية للخط  الى اسرائيل الغاز المستخرج من شبة جزيرة سيناء ليبداء العمل بكامل طاقته اتبداء من شهر مارس من نفس العام
وتأتي هذه الخطوة ، وفقا لمذكرة التفاهم الموقعة بين القاهرة وتل أبيب والتى وقعت في منتصف عام 2005. والتى بمقتضها تلتزم مصر ببيع 1.7 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المصري سنويا لاسرائيل ، هذه الكمية من الغازالتي تديرها شركة الكهرباء الإسرائيلية ، والاتفاق سارى المفعول  لمدة 15 عام
الجدير بالذكر ان مصر تبيع الغاز لاسرائيل بسعر متدنى للغاية مقارنة بالاسعار العالمية .. وبهذا توفر مصر الطاقة اللازمة لانتاج الكهرباء لاسرائيل بسعر رخيص ... مما يعتبر  اول الالغاز المحيرة فى هذا الامر
تشير الاخبار المتواترة عن هذا الاتفاق والذى وصف بانه  ( عقد اذعان من قبل بعض اصوات المعارضة المصرية)  الى ان الاتفاق  تم  برعاية حكومية بين مؤسسة يمتلكها  رجل الأعمال المصري حسين سالم ومجموعة ميرهاف الإسرائيلية.  بثمن يتراوح بين 70 سنتا و1.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية، بينما يصل سعر التكلفة 2.65 دولار ..؟!  
مصر التى لديها مخزون وفير نسبياً من الغاز الطبيعى والتى على مايبدوا تريد استثمار مردوداته لضخ بعض الدعم فى شرايين اقتصادها المتاهلك ..، ادارات هذه الثروة القوميه بطريقة اقل ما توصف به انها عبثية تقدمة بسعر بخس للحكومة الاسرائلية لاسباب مجهولة .. من وجهة نظر البعض ، فى حين انها تبيعه بسعر معتدل لبعض الدول ومنها دول عربية مثل سوريا ، مما يضع القضية برمتها فى مواجهة علامة استفاهم كبيرة .. لا ترد عليه وزارة الطاقة المصرية باى اجابة حتى الان
ومما ذاد الطين بله ان الشارع المصرى يعانى من نقص حاد فى الطاقة فى الاونة الاخيرة ، وشهدت مصر فى الشهور الاخيرة ازمات كبيرة وعدم توفر انبوبة البوتجاز او مصادر بديلة للطاقة لتسد رمق المواطن المطحون الذى يأن تحت وطئه الغلاء ، ولا تقدم الحكومة حلول لهذه الازمات التى تتفاقم  ...  مما يعد لغزُ اخر يضاف الى الغاز ازمة الطاقة والغاز المصرى!
ضجيج الشارع المصرى ربما يخفت  او يصمت قليلاً الا انه ما يلبث ان يعود من جديد ..
فمع بداية شهر رمضان وربما قبلة باسابيع ..ظهرت ازمة من نوع جديد ، فقد قررت وزارة الكهرباء قطع التيار الكهربائى بصورة استفزازية فى اوقات اشد ما يكون احتياج المواطن للكهرباء ..، خاصة فى ظل وجود موجه من الحرارة المرتفعه والتى لا يلطفها الا استخدام المكيفات او مراوح التهويه  ..، كحد ادنى من متطلبات الناس التى تصل الى حد لا يطاق .. وفى هذا التوقيت تقطع الحكومة الكهرباء بزريعه تخفيف الاحمال .. او ترشيد الطاقة
هذا حدث وما زال يحدث فى كثيراً من مدن واقاليم مصر العليا " الصعيد " ، الا انه انتقل مع بدايه شهر رمضان الى المحافظات والمدن الكبري .. ،  وقد عايشت هذا فى مدينة الاسكندرية " العاصمة الثانية " وفى مناطق حيوية منها مثل وسط المدينه ..، فما بالك بالاحياء الاخرى ..!
مما يمثل لغزً جديدا يضاف الى الغاز   الغاز المصرى ..، والتى تستخدمه اسرائيل لانتاج الطاقة الكهربيائية التى تمد بها مدنها الصغيرة قبل الكبيرة
لم يكن هذا نهاية المطاف فى سلسلة الالغاز المحيرة  ..
فقد فاجأتنا الاخبار التى  أوردته صحيفة "معاريف" الاسرائلية ، بخبر مفادة ان الحكومة المصرية وفى بادرة منها لحل ازمة الطاقة تسعى لاعادة شراء الغاز مرة اخرى من تل ابيب  .. وبسعر سبعة اضعاف السعر الذى تبيعه لها !
هذا هو اللغز الاكبر !!
ووفق تقرير الصحيفة الإسرائيلية، فإن الحكومة المصرية قررت إعادة شراء 1.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، بنحو 14 مليار دولار، رغم أن السعر الذي تشتريه به إسرائيل لا يزيد عن ملياري دولار !
بغض النظر عن صدق او كذب هذه الاخبار  ..، وحتى ان كانت هناك بعض الجهات التى تروج لها  .. الا انها فى واقع الامر  تمثل قضية منطقية بدهيه اذا كانت تتحدث عن ازمة طاقة مصرية   موجودة بالفعل .. يمكن علاجها بما هو متاح من ثروات ومصادر طبيعية متوفرة فى مصر ، حتى وان فرضنا ان مصر لن تعيد استيراد غازها مرة اخرى كما صرحت الحكومة المصرية والتى اكدت على لسان رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية، محمود لطيف،  والذى نفى "ما أوردته صحف عبرية، بخصوص استيراد مصر الغاز من إسرائيل"، ووصف ما نشر بأنه "خبر كاذب يدعو للسخرية والتعجب"، وفقاً لما نقل موقع "أخبار مصر"، التابع لاتحاد الإذاعة والتلفزيون المصرى
برغم هذا التكذيب .. الا انه لا ينفى ولم ينكر وجود ازمة حقيقة فى مصر .. ازمة مستمرة وربما تتفاقم بشكل اكثر مأساويه فى الفترة المقبلة
والان هل يملك احدكم .. دام فضلكم  حل لهذه الالغاز  الغازية المصرية
وصدق المتنبى حين قال :
وكم فى مصر من المضحكات = ولكنه ضحكٌ كالبكاء




.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً