12 سبتمبر 2009

دنيا يحكُمها البُرتقالى



(الآن بعض المسؤولين الامريكيين يدافعون عن التعذيب
بوصفه أداة ضرورية في سياق "الحرب على الارهاب".)
(Now some U.S. officials are defending torture as
a necessary tool in the “war on terror.” )BY EYAL PRESS
تلعب الالوان فى حياتنا دوراً كبيرا
ولكل لون لهُ معنى ودلاله يحددها مدى تأثرنا به وتفاعلنا معه
بداية من دنيا السعادة التى يوشيها ويملؤها لون الفرح
مرورا باللون الاخضر لون الخصب والنماء عند اصحاب الحضارات السالفة
ونفس اللون استخدمه حُماة البيئة والمدافعون عن حقوق الكوكب فى حياة نظيفة بلا تلوث
ولو عددنا سلسلة الالوان لوجدنا لكل لون مكانته وتأثيرهُ فى حياتنا

غير انه لم يمر على خاطر احد ان هناك لون سيكون مسيطر وله مفهوم القمع والقهر
لم يحدث هذا مع اى لون كما صار الحال مع اللون البرتقالى

 
  بالطبع الصورة قد ازالت اى التباس غير مفهوم فى سياق كلامى
عندما تحول معسكر " سجن - معتقل " غونتاناموا الى ما هو عليه او انتهى به
لم يكن الامر مفهوم او له دلالات اكثر من الحدث والحديث فى وقتها
وبرغم اعلان الرئيس الامريكى "اوباما" عن اغلاق غوانتاناموا خلال عام الا انه سيظل كرمز يطغى على الحقيقة
نظرة سريعه الى ما صار وما ال اليه العالم الان سنكتشف مدى ما نحن فيه من كارثة المت بعالمنا ( المتمدن)
للاسف اصبحنا نعيش فى "كامب كبير" يحكمه اللون البرتقالى


سياج واسوار وعسكر مع وجبه ساخنة من القمع وكبت الحريات
وفى ظل قانون الارهاب "ولمن لا يعرفه" فهو قانون دولى له صلاحية تسرى على كل الحكومات والمؤسسات
سواء كانت مؤسسات حكومية او تابعة للمجتمع المدنى والذى تحول بطريقة سحرية الى مجتمع قمعى تابع لسلطة اللون البرتقالى
هذا هو المشهد الحقيقى الذى نحياه ونتعايش معه مضطرين وتحت سوط وركلات الضغوط الحياتية
كل حقوقك كانسان " ولن تنالها كامله" ركن صغير من الحياة تجد فيه وسادة ومرحاض و سترة باللون البرتقالى
يتساوى فى هذا الناس وان كانوا على درجات متفاوته وباسلايب متباينه
وحرية المواطن كانت حقبة من زمن غابر وانتهت او كما لوكانت حلم يظلله الغباء الاجتماعى وسطوة الفكر المتخلف
اصبح من حق العسكر فى كل معسكر مراقبتك والتصنت على مكالماتك ومتابعة حياتك بكل وسيلة ممكنة وغير ممكنة
وكما قلت يتساوى فى هذا العالم الاول والعالم الثالث والرابع والخامس عشر
   كلنا " كل البشر" الان يعيشون وراء سياج من الاسلاك الشائكة داخل الكامب
سياج يحدد حريتنا فى الحياة والفكر والمعتقد
كل شىء تحت اعينهم وتحت متابعتهم وتحت رعاية الامم المتحدة على القمع والاضطهاد واصغار واذلال البشر
سياج القهر يمتد ويتمدد ليصل الى عمق العمق فينا
ويسكن ويستوطن كل خلجات نفوسنا واحساسنا
وربما يكون السياج اكبر واعلى من اى تصور حتى من حدود البلاد الاقلمية والدوليه
حق الاعتراض ممنوع
حق التعبير مقموع
حق الحياة محدد بقوانين العسكر طالما ترتدى سترة اللون البرتقالى

  العالم الذى يحكمه لون القهر " البرتقالى" ليس عالم للبشر
هو عالم من القهر
فى كل بقاع الارض صار القمع سمه وصِبغه واسلوب حياة
حياة يحركها اقتصاد الجوع اقتصاد الضغط على الضعفاء والفقراء
ولكى يستمر هذا الحُكم البرتقالى لابد ان يكون العالم مسرح حرب ونزاع وصراع
فلا تنتظرو الامن والسلام ما دمتم تلبسون السترة البرتقاليه
كل البلدان التى ترفع شعارت الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان
انكشفت الحجب واصبح مواطنوها يعرفون مدى ما هم فيه
ففى ظل سطوة حكومات متسلطة وتابعة للحكومة الام
والتى هى بدورها تمارس نفس النهج ونفس الحكم على مواطنيها
اصبحنا جميعا من نزلاء الكامب الاكبر
كلنا فيها طائعون صاغرون اذلاء مقهورين

دلالة اللون البرتقالى والذى اقرته اميركا كصاحبة براءة اختراع
دلالة اوسع واكبر من كل الحدود
فلا حرية لاى مواطن او اى وطن الا فى حدود ومقرارات اللون البرتقالى
كلنا فى الهم سواء ما دمنا صامتون
كلنا سواء مدمنا لا نثور ولا نجهاد من اجل انتزاع الزى الرسمى
كلنا سواء لاننا قبلنا التعايش تحت الظلال البرتقاليه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً