12 يناير 2010

مُدير التأجير ...



" مفاهيم جديدة ومصطلحات حديثة دخلت
حياتنا من بوابة ألمدنيه والتقدم والرُقى"

لاحظنا أن هناك أنشأت جديدة في مجمع كارفو التجاري " مول" فرع الإسكندرية
طرأت الفكرة لدى " أبو ذياد " فبادرني قائلاً :
أيه رائيك لو نشوف حكاية التوسعات الجديدة ونأخذ لنا مكان في اللوبي الجديد عندهم
اعحبتنى الفكرة .. ولما لا ..؟
ذهبنا إلى مبنى الإدارة وسألنا عن الأمر وعرفنا أن هناك مساحات بالفعل مخصصة تحت بند التأجير للغير
و بالسؤال عن التفاصيل أعطونا تليفونات وعنوان المركز الرئيسي لهم بالقاهرة
وهو فرع" كارفو المعادى " بصفتهم الجهة المختصة بالعقود ..
اتصلنا أكثر من مرة .. وفى المرات القليلة التي تمكنا من الحديث معهم لم نصل إلى نتائج أو معلومات كافية .. وما كان منا إلا اخذ موعد للمقابلة معهم بالمركز الرئيسي


في اليوم المحدد اعددنا العدة بعد أن استحضرت مجموعة الأسئلة و الاستفسارات التي نحتاج معرفتها..

كنا هناك في الموعد المحدد .. استقبلنا طاقم الاستقبال وبعد إن أبرزت لهم البز نس كارد
طلبوا منا الانتظار وبالفعل خلال دقائق كنا في غرفة الاجتماعات التي أُعدت بشيء من الفخامة النسبية .
ودخل علينا الأستاذ "..ع" مقدماً نفسه لنا بصفته ( مدير التأجير ) ...!
شاب في بدايات العقد الثالث يلبس قميص وبنطلون ينم إنهما يخصنا بذلة شبابية ترك الجاكت التابع لهما في مكتبة قبل أن يأتي إلينا.., رأسه حليق " مكنة نمرة 3 " ولحيته خفيفة أعدت وتم تشذيبها بعناية " تذكرك بلحية كاظم الساهر " يبدو على ملامحه البساطة المختلطة بالجدية النسبية
ابتدرنا الأستاذ "..ع" بابتسامة لا تخلو من إبهام .. نوع غريب من الابتسامات الغير مُعرف
لعله سمة من سمات مديري التأجير
وقبل أن نبداء حوارنا .. طلب منا التعريف بأنفسنا ... من نحن وما نشاطنا ..و ..و ..
وكان يسجل ما نرد به عليه .. وهو يرفع عينه عن الأوراق التي إمامه بنظرة هادئة من وراء زجاج نظارته الرملس الرقيقة
وجاء دورنا للاستفسار وطرح ما عندنا من أسئلة وأفكار .. بعد أن سمح لنا بذلك وهو ينظر في ساعته والتي لم ندرى هل هذا لأنه مشغول أم هي حالة عصبية نفسية من سمات شخصيته أو شخصية مديري التأجير بصفه مطلقة
  
بعد حوار وجدال لم يدم طويلاً عرفنا أن المساحات المتاحة لعدد محدود تتراوح ما بين ال100 إلى 130 م للمحل الواحد .. وسعر المتر " بحق الانتفاع " لمدة لا تزيد عن 3 سنوات يتراوح ما بين 350 إلى 500 جنية في الشهر
مع الالتزام بمستوى معين يجب الحفاظ علية لا يُتنازل عنه في التشطيبات والديكور .. على أن يكون لنا اسم تجارى معروف في السوق ولنا فرعين أو أكثر في الإسكندرية وضواحيها أو القاهرة
على أن يكون نوع تجارتنا أو بضاعتنا مميز وبفضل أن يكون اسم تجارى لامع أو ماركة " ماركات عالمية " مع وجود نوع من التخصص والتفرد لدينا في هذا المجال
يتم تقديم العرض " الطلب " مرفق معه السيرة الذاتية " والتاريخ التجاري " وبعض من الكتالوجات والبروشرات التي تخص منتجنا مع إرفاق كل ذلك بصور من الأوراق الرسمية " السجل التجاري والبطاقة الضريبية " والتي يجب أن يكون مرفق بها شهادة سلبية بعدم وجود متأخرات أو مخالفات ضرائبية وكذا شهادات سلبية من البنوك التي نتعامل معه بحسن السير والسلوك الائتماني
وسوف يتم الاستعلام عنا وعن فرعونا واخذ عينة من أراء العملاء عنا وعن أسعارنا وسمعة المنتجات التي نتعامل بها وعلى ضوء هذا يتم قبول طلبنا ليعرض على اللجنة المختصة بالقبول أو الرفض بين العروض المقدمة لهم " والتي يبدو انه اكبر مما تصورنا
وبحسبة بسيطة نجد إن الإيجار الشهري للمحل الواحد يتراوح ما بين 35 إلى 50 ألف جنية
أضف إلى ذلك المصروفات الأخرى من فاتورة الكهرباء والنظافة والتليفون وأجرة العمالة وما يتبعها من مصروفات نثرية وأدوات ومستلزمات التغليف والدعاية وهذا يصل إلى خمسة ألف تقريباً كل شهر
وفى ظل شرطهم الخاص بالتشطيبات والديكور الراقي والذي قد يتكلف كحد ادني ما قيمته 400 ألف جنية نهيك عن مبلغ التأمين المستحق قبل شيء
نجد إن الأمر يمكن حسمه في كلمتين قيمة الإيجار الشهر + المصروفات × 3 سنوات " كحد أدنى + قيمة التشطيبات يعطينا في النهاية القيمة المستحقة شهرياً بحوالي 60 إلى 65 ألف جنية مصري فقط لا غير ..!
هذا مع وجود شرط السعر المنافس لبضاعتنا لضمان تميز اسمهم في السوق بالمنافسة والسعر المُنخفض
وكانت ابتسامتي هي التي عبرت له عما أود أن أقول وابتدرته قائلاً : يُفهم من هذا انكم تريدون أن تكونوا فاترينة عرض لا مكان للعمل واكل العيش
وجاء ردهُ ليُنهى كل التساؤلات
اللي بياخد مكان في كار فور بياخده عشان يكون له مكان هنا ويقول أنا عندي محل في كار فور..!!
منطق غريب وفلسفة اغرب ..
ويبدو أن فكر التأجير يختلف كثيراً عن فكر التجارة ..أو فيما يبدوا هناك حلقة ناقصة في الموضوع .. نحن نعرف أن يتفاخر المرء بسيارة أو منزل أو مظهر اجتماعي .. لكن أن يتفاخر بكونه مستأجر محل في مكان ما يجر عليه الخسارة والبوار لتجارته وعمله هذا ما لم أتقبله ولم استطع فهمه
وانتهى اللقاء وكل ما استطيع أن أقول أنى استفدته منه .. هو علمي بمهنة مدير التأجير ومهارات من يمتهنون هذا العمل أو الكادر الوظيفي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً