01 يونيو 2010

فرصة جديدة ...للشجب والتنديد


ما تعرض له اسطول الحرية  والذى كان متجهاً الى غزة المحاصرة ... من هجوم الالة العسكرية الاسرائلية وما وقع فيه من ضحايا .., وبعيداً عن كلمات الاسى والالم والدعاء بالويل والسبور وعظائم الامور .., لم يكن الا دعوة جديدة لنُبدى اسوء ما فينا وما كان الا سوق لعرض بضاعتنا الاسنة النتنة فى سوق انعدام الضمير الانسانى امام زبائن لا تعنيهم بضاعتنا  ولا يهتمون بها
وفى ذات الوقت هو نوع من ممارسة الخداع وببراعه  وحنكة من جانب الكيان الصهيونى
فالامر او الحادثة هى بكل المقاييس مكاسب لاسرائيل تجنيها فى توقيت صحيح يخدم اهدافها بكل دقه







وكأنى بالواقعه هى محاولة طمس جوهر القضية وطمس ملامح ومأساة الحصار بعدما استطاعوا ببراعه ان يجعلوا العالم  ينسى مأساة شعب وقضية بلد يرزح تحت نيط الاحتلال والتهجير والتشريد
وتحولت فلسطين وقضياتها بين عشية وضحاها الى ادانة لحادث اجرامى جديد ليس الا ..!
ربما يكون الحادث فرصة  للشجب والتنديد ورفع شعارات وكلمات التهديد ..
ربما يكون فرصة ومحاولة لتذكير العالم " المتحضر - الراقى " بما يحدث للانسان فى هذا الركن المنسى من العالم  ..  وربما نحظى ببعض الشفقة  .. ربما  بعض الامتعاض  ومط الشفاة
ستمر الحادثة مثلما مر ما قبلها من الحوادث والاهوال التى وقعت فى هذه البقعه من العالم ولن يبقى منها الا رتوش وخربشات فى صفحات مطوية او منسية من تاريخنا المعاصر " او ان صح التعبير - تاريخ العالم "
وقبل ان ينفض السامر وتنتهى نشوة رفع اللافتات واحراق الاعلام والبيارق .. قبل ان تمر فترات نشوة وبهجة الحزن والالم الذى تعايشنا معه واصبح من مورثنا القومى  .. قبل ان تمرايام الحداد السعيد وقبل ان تنتهى مراسم التشييع " والهتاف والتشجيع "  قبل ان تمضى فعالية ومفعول لحظات القهر وسويعات الغضب .. يجب ان اذكركم  انها   لن تكون سوى حادثة عابرة تُضاف الى سجلنا الطويل من الالم " الذى ادمناه "  ..
لن تكون الاصفحة مكررة من مأساة شعب وامه  .. لن تختلف عما سبقها او ما سيتلوها  الا فى خانة التاريخ واليوم  الذى وقعت فيه
ولن تعدم اسرائيل الوسيلة او الحجة ومهما كانت واهيةٌ وضعيفة فى اقناع العالم المتحضر بأنها تدافع عن حرية الانسان وسلامة المواطن الامن المسالم فى بلدها
لن تجد كثيراً من الجهد فى اقناع العالم والراى العام العالمى " المقتنع بدون براهين "  بمدى ما تعانى من العيش وسط هؤلاء الهمجيون المتخلفون الذى يحملون مسمى العرب " اسماً  وصفةً "
هذا العالم الذى يساندها ويؤازرها بكل وقاحة ووضاعه وبدون خجل .., فلم يكن مستغرباً ان موقع تويتر والذى كان يدعو بالامس القريب الى رفع لواء الحرية اذاء قضيه داخلية ايرانية ..  هو نفس الموقع الذى تعامل مع الحادث الاخير بشكل مخالف وقام بحجب المشاركات التى اشارات الى الحادثة  كنوع من اخفاء وطمس الحقيقة... وتويتر ليس سوى جزء من الة اعلامية ضخمة تحكم العالم وتوجه سياستة وايدلوجياته .. وفق منهج وفكر وسياسة اسرائيل
مجرد التنديد والشجب يعتبر اعتراف بعدالة القضية " الفكرة الاسرائليه " واعتراف بكيان ودولة مجرمة .. لان التنديد لا يكون الا لدولة تسمع وترضخ لقرارات العالم واممه المتحدة
نددوا  كما تشأون واشجبوا  .. وتظاهروا ...  وموتوا بقهركم  وغيظكم 
ستبقى اسرائيل محظيه العالم  المتحضر .. وستظلون انتم رمز التخلف والبربرية والهمجيه
نعم  هذا هو مصيرنا  ما دمنا  لا نملك  الا سلاح التنديد  .. والشجب
سيبقى حالنا كما هو ما دمنا  لا نُحسن الا استجداء الرحمة والشفقة   من عالم  لا يكن لنا الا الاحتقار  ولا يرانا الا فى موضع الاذدراء
سيبقى حالنا كما هو .. ما دمنا نعيش تحت ظل حكومات الخنوع  والتبعيه
ولن يتغير الوضع ما لم نتغير نحن فى بلدننا  .. ما لم نستطيع  التمرد والخروج من وطئة حكومات لا تجيد  الا التبعية والانسياق وتسوقنا فى ركاب العبيد
سنبقى هكذا  .. ما لم ندافع عن قضية الانسان قبل دفاعنا عن حرية الاوطان .. فليس هناك ثمة وطن للاذلاء التابعين ليدافعوا عن حريته وهم لا يملكون حريتهم  فى ما يسمى بلدانهم و اوطانهم

هناك 7 تعليقات:

  1. منذ اذاعة الخبر و الغضب الصامت ينتابني و كبت الصراخ و الألم سبيلي الذي لا أملك غيره بكل معاني اليأس
    و نفسي بداخلي تقول لي هي حادثة تزيدنا كبتاً فوق الكبت و ألما فوق الألم و نارٌ تتأجج و أناس تندد
    و صحائف تتحدث و كتاب ينتقدون
    و بعدها و كأن شيئاً لم يحدث .. و تظل إسرائيل تتعطش أكثر و أكثر لأكواب الدماء

    ردحذف
  2. حتى الشجب والتنديد لم يكلفوا انفسهم ان يطوروه
    نفس الاسلوب ونفس الطريقه ونفس الاشخاص ذوى الجلود السميكه

    ردحذف
  3. مرحباً - R.larki
    سعيد بحضورك الدائم وتعليقكم الكريم
    جميعاً نشترك فى الاسى والالم .. ولكن نحتاج الى التغيير

    نسأل الله العفو والعافيه

    مودتى

    ردحذف
  4. العزيزة عطش الصبار

    شاكر متابعتكم ومروكم الدائم

    اشياء كثيرة فى حياتنا تحتاج الى التعديل والتطوير ...

    نحن نحتاج الى صحوة وتغيير

    اعجبانى استخدامك للتعبير " ذوى الجلودالسميكة "

    الله المستعان

    مودتى

    ردحذف
  5. [سنبقى هكذا.. ما لم ندافع عن قضية الانسان قبل دفاعنا عن حرية الاوطان].. أتصور أن مصيبة بني يعرب قد لخصتها بهذه العبارة

    ردحذف
  6. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  7. مرحباً العزيزة سراج
    اسعدنى حضوركم وتعليقكم الكريم

    ردحذف

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً