09 أبريل 2010

اللغة العربية بين الاهمال والتهميش - 3 -


فى اول زيارة لى للصين حدث معى موقف لا احسد عليه
كانت زيارتى الاولى قد تمت على حين غرة وبدون اعداد كافى ومسبق لها
وان كنت احسب فى البداية ان الامر  سيكون هين وسيمر بلا  مشكلات .. بالطبع انا لا اجيد الصينية  ولم افكر حتى فى معرفة كلمات منها من قبل .. وكان اعتمادى على الانجليزية كوسيلة للتواصل هناك
وفى يومى الاول طلبت من الاوتيل ليموزين  لابداء جولتى وممارسة مهامى التى  اتيت من اجلها
وجاء الليموزين  وحييت السائق ... هز رأسه مبتسماً  وانطلقنا  ...  حدثتُ السائق محددا له وجهتى  وكالمرة الاولى هز رأسه  واكمل المسير ولكن بعد انا ابتعدنا  قليلاً  بداء يكلمنى بلغته.. فطلبت منه ان يحدثنى بالانجليزية وبالطبع لم يفهمنى  فطلبت منه التوقف "بلغة الاشارة "  فقام مشكوراً بالتوقف وقام بطلب الشركة التى بعمل معها لتحل المشكلة  وللاسف لم يكن هناك من يتحدث بلغة غير الصينية



وفى خضم هذا المأزق  لمحت عن بعد  رجل شرطة  فتوجهنا اليه وبدا مهذباً للغايه وهو يستقبلنى بابتسامة ودودة  وعندما تحدثت اليه  اكتشفت انه ايضاً لا يجيد الا الصينية ... وبينما انا كذلك وانا فى موقف لا احسد علية رأيت مجموعة من  الطلبه والطالبات وعلى ما يبدو انهم فى المرحله الثانويه .. فقلت ها انتهى الامر وحُلت المشكلة , ولكن للاسف كانوا كسابقيهم
المهم انتهى الامر بالعودة الى الاوتيل مرة اخرى وطلب مترجم ...! احكى لكم هذه القصة  لما تحتوى ما دلالات  تخدم موضوع تدوينتى تلك  وربما لتوضح شىء  مما اود ان اقوله
غالبية من يقابلك من الصينيين لا يُجدون  الانجليزية   وربما لايجيدون الا لغتهم الصينية " المحلية" ولا تجد مطلبك الا فى الفنادق والمطاعم الكبيرة  .. وبالطبع فى الشركات والمصانع التى فى الغالب توفر مترجم الى لغتك " العربية "
اذكر هذه القصة  بعد الاشارة فى التدوينة السابقة عن احتفائنا نحن العرب وخاصة فى مصر  , هذا فى اهمال لغتنا العربية وحرصنا على مخاطبة الاجانب بلغتهم  ( انا لاانتقد هذا او اقلل منه )  ولكن الشىء بالشىء يذكر , اذ اننا اكثرشعوب العالم تنازلاً عن هويتنا اللغوية امام غير الناطقين بها .. سواء فى بلدنا اوخارجها
لهذا دَخلت كثيراً من التغيرات والتحوارات والتعديلات على طريقة نطق واستخدام اللغة العربية
  • الأرابيش
مع بداية الطفرة الاخيرة  فى عالم التقنية سواء فى الحوسبة والانترت او الجوال ..  ظهر هذا المصطلح  والذى هو يرمز الى ( العربية + الانجليزية ) حيث اخذ الجزء الاول  من كلمة Arabic والجزء الأخير من كلمة English. 
وهذا يرجع الى ان برامج الحاسب  ومواقع الانترنت لم تكن تدعم اللغة  او النص العربى فى بدايتها  وكذلك الحال  مع رسائل الجوال
فتم استحداث هذه ( اللغة الاعتبارية ) لتعويض هذا النقص 
فكان هذا الحل لايجاد بدائل إنجليزية لكل الأحرف العربية دون استثناء، فحرف الحاء أصبح يرمز له بالرقم 7 لتقارب رسميهما وبدل القول مرحبا بحرف H بات يكتب بالرقم وصار من الممكن قول mar7aba أثناء المحادثة الإلكترونية فيفهم أنها «مرحبا» وبنطقها العربي. وكذلك هي الحال بالنسبة لحرف العين الذي يشبه رقم 3، فيمكن القول «ala3» بدل كلمة «على» ويسري الأمر على الهمزة التي تستبدل بالرقم 2، وحرف الطاء الذي يشبه الرقم 6 والصاد التي يستعاض عنها بالرقم 9 المشابه لها. 
وهى ما عرفت فى بدايتها باسم  عربية الدردشة: وهي طريقة كتابة العربية بحروف لاتينية في الرسائل القصيرة (SMS) على الهواتف المحمولة.
ويوجد حروف ليست موجودة في الاتينية لكن حلت المشكلة عن طريق وجود أرقام شبيه بالحروف ومنها
(ق-9، ح-7، ط-6، خ-5، ع-3، ء-2،غ-3')
مثالا: ana aktob allo3'ata al3arabiya beste5dam 2al2a7rof allatinya
وتعني : أنا أكتب اللغة العربية باستخدام الأحرف اللاتينية.         ....   ويكيبيديا
 والاربيش استوقفت المهتمين باللغة كما جذبت انتباه العاملين فى مجال علم الاجتماع وكان لهم تعقيبات وردود  متباينة ومازال هناك جدلاً  ربما لم يهدىء حتى ان
   اعتبرت دراسة مصرية أعدها المركز القومي لللبحوث الاجتماعية بالقاهرة أن لغة الأرابيش تشكل تهديدا لمصير اللغة العربية في الحياة اليومية وتلقي بظلال سلبية على ثقافة وسلوك الشباب العربي بشكل عام.
 واعتبرت الدراسة أن اختيار الشباب ثقافة ولغة خاصة بهم هو تمرد على النظام الاجتماعي، لذلك ابتدعوا لونا جديداً من الثقافة لا يستطيع أحد فك رموزها غيرهم. لكن خبراء تربويين قالوا إن استعمال الشباب لغة خاصة بهم ليس تمردا وإنما نوع من الهروب من المجتمع، وعلى الكبار احترام لغتهم الجديدة وعدم الاستهزاء بها مادامت لا تتعارض مع الآداب العامة في المجتمع. وركزت الدراسة على شريحة عشوائية من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاما، ورصدت وجود تأثير للإنترنت على مفردات اللغة المتداولة بين الشباب على مواقع الإنترنت والمدونات وغرف المحادثات. وأوضحت أن طبيعة الإنترنت باعتبارها وسيلة اتصال سريعة الإيقاع قد واكبتها محاولات لفرض عدد من المفردات السريعة والمختصرة للتعامل بين الشباب. وفسر الباحثون لجوء الشباب إلى لغة حديثة موازية بوجود شعور بالاغتراب لديهم يدفعهم للتمرد على النظام الاجتماعي وتكوين عالمهم الخاص بعيدا عن قيود الآباء، وأضاف «إنهم يؤلفون هذه اللغة كقناع في مواجهة الآخرين»..


ماذا نستخلص من هذا  ..؟
فى بداية التدوينة انا ذكرت قصة حدثت معى شخصياً فى بلد اجنبى .. لا يتكلم الانجليزية " التى تعتبر لغة عالمية " يستخدمها العالم كله للتقارب والتفاهم .. وهذا البلد " الصين "  يملك لغة صعبة ومتشعبة ومتعددة اللهجات ان لم اقل  اللغات ..حتى ان الرسم الخاص بالحروف الصينية من الصعوبة فهمه بسهولة
الا انهم رغم هذا لم يتأثروا كثيرا بلغات او لهجات غيرهم   وفى حد ذاته  يعتبرهذا نوع من القصور  وليس مداعاة للفخر او الاقتداء بهم
الا اننا نحن  اصحاب العربية .. ننسلخ بسهولة من لغتنا .. وننجذب للغات الاخرين  ونعمد ان ندرس علومهم اللغوية وتراثهم الادبى واللغوى   ولا نفكر مجرد التفكير بالنظر الى ما عندنا من كنوز اللغة العربية
هو بالتاكيد اهمال وجودر على لغة الـ(ض)  وتهميش لها ولدورها  وانكار لتاريخها وبعدها الروحى فينا .. هذا الاهمال والتهميش للاسف فى اذدياد مستمر ولم يتوقف ..., وهذا تحت مسميات مثل الحداثة  والرقى  الفكرى واللغوى
و ذكرىِ   للـ(عربيش )  انما هو مثال صارخ على هذا الاهمال والانسلاخ الغير مبرر " وقتياً " حتى وانا كان فى مرحلة ما يخدم هدف محدد , وكان يجب ان يتوقف  بعدما زال السبب وكلنا نعرف ان اللغة العربية  او النص العربى صار موجود ومعترف به فى مجال الحوسبة والانترنت  وكذا صارات الجولات  تدعم اللغة العربية كتابة  ... ونطقاً فى برامج المحكاة المرفق بها والتى تعرف  بالدعم الصوتى
والسؤال : لماذا ولمصلحة من يتم هذا النُكران والاهمال والتهميش ..؟

للموضوع بقية ... يُتبع

هناك تعليق واحد:

  1. يُتبع ....... إلى أين ؟؟

    أتمنى ان تستمر في تفصيل هذه المشكله
    تمتلك قلماً مميز

    ردحذف

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً