10 أكتوبر 2013

بين الحاكم .. والمفتي


جلال المُلك ايام وتمضي ..ولا يمضي جلال الخالدينَ


هذه صورة يجب ان نتوقف طويلاً امامها , لنري كيف يتعاطي الحاكم العادل الورع مع الدين "نص او طقوس " وروح واسلوب حياة ونظام حُكم
مما يجعلنا نحتاج لمراجعة بعض الاراء التى تدعوا الى فصل وابعاد الدين عن السياسة
وكأني بهذه الصور وتلك المواقف  تدلل بما لا يدع مجال للريب او الظنون والشك , ان فقه وفلسفة التطبيق هى المُعَوِل الاول والاوحد لتعاطي السلطة مع الدين وبالتبعية رموز الدين
ولا يخفي على القارىء الكريم , والمتابع للاحداث الجارية في زماننا هذا , كيفية استخدام الحكام لرجال الدين .. كيف يصلوا الى البسطاء من باب التدليس و الخداع لا قناعهم ان ما يصدر من الحاكم هو تنفيذ لشرع السماء وشريعة النبي الكريم
وقد شاهدنا هذا واضحاً جلي فى نهاية الشيخ " البوطي " فى سوريا , بعد ان قدم  للحاكم كل ما يريد ويشتهي من تطويع النصوص لخدمة غاية ابعدما تكون عن مقاصد الشريعه السمحاء


ومؤخراً عندنا فى مصر  وجدنا مفتى السلطان  يضع من الفتاوي ما يبيح قتل الناس باسم شرع الله , حتى انه افتي وحلل ووضع من الهديِ النبوي  ما لم يحدثنا به رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم .





فقد طلع علينا الشيخ "علي جمعة " مفتي مصر السابق , وهو يُشرعن ويحلل ويحرم , ويرعد ويُذبد ويحذر ويتوعد , وينصح بالقتل والابادة , ويكفر فصيل من المسلمين , لا لشىء الا لمخالفتهم الحاكم , يرضي الحاكم بغضب الله !!
لهذا نجدانفسنا نتسأل هل يمثل مثل هؤلاء سماحة الاسلام ؟
هل يعبر هؤلاء عن روح الدين ..؟
هل هذه هى شريعة الله  تلك التى يروج له الشيخ
ما كان شرع الله بالجزار
اهم ما يعنينا هنا هو ما يقوم به الحاكم او رجال السياسة من استحضار الدين للسياسة برغم رفعهم لشعار " الدين لله والوطن للجميع ,  او دعواتهم المتكررة لفصل الدين عن السياسة , اونعت فصيل بصفة الاتجار بالدين
فهم يستحضرون شيوخ من صنعيتهم ليتحدثوا باسم الدين فى قلب الاحداث ليفتي ويبرز راي "ديني"  فى قلب معترك السياسة , ليتهم يستقروا علي بر  هل هناك انفصام  ما بين الدين والسياسة ام لا ..؟
فأن كانت الاجابة بـ"لا" فلم تكرهون دخول الدين فى سياستكم ؟

انقل لكم لمحة من علاقة الحاكم بالدين  وبرجال الدين كما شرعنها واردها الله  للناس جميعاً

أخبر موظفو القصر ، السلطان سليمان القانوني (1520-1566) باستيلاء النمل وانتشارة  على جذوع الأشجار في قصره ... وبعد استشارة أهل الخبرة خلص الأمر إلى دهن جذوع الاشجار بالجير للتخلص من النمل

... ولكن لم يكن من عادة السلطان أن يُقدِم على أمر دون الحصول على فتوى من مفتي عموم البلاد  أبي السعود أفندي شيخ الإسلام.

فذهب إلى أبي السعود أفندي بنفسه يطلب منه الفتوى، فلم يجده في مقامه فكتب له رسالة شعرية يقول فيها :
 إذا دبّ النمل على الشجر فهل في قتله من ضررِ  ؟
فأجابه الشيخ حال رؤيته الرسالة بنفس الأسلوب قائلا :
 إذا نصب ميزان العدل غدا يأخذ النمل حقه بلا خجل 

وهكذا كانت عادة السلطان سليمان , إذ انهُ لم ينفذ أمرا إلا بفتوى من شيخ الإسلام أو من الهيئة العليا للعلماء في الدولة العثمانية.


وعندما توفي السلطان في معركة "زيكتور" أثناء سفره إلى فيينا , عادوا بجثمانه إلى إسطنبول
الا انهم وأثناء التشييع وجدوا أنه قد أوصى بوضع صندوق معه في القبر ...!!

فتحير العلماء وظنوا أنه مليء بالمال والذى لا يجيزوا إتلافه تحت التراب
فقرروا فتحه ...
أخذتهم الدهشة عندما رأوا أن الصندوق ممتلئا بالاوراق , وكنت كل الاوراق تحوي فتواهم للسلطان .

فراح الشيخ أبو السعود يبكي قائلا :

 لقد أنقذت نفسك يا سليمان ، فأي سماء تظلنا وأي أرض تقلنا إن كنا مخطئين في فتاوينا .
هنا اشارة واضحة لدور رجل الدين "كرمز ديني" على النقيض من رجل الدين " كظل باهت بدون محتوي "
للاسف رجل الدين بسوء سلوكة يسيء للدين قبل الاساءة لنفسة
ولا ننسي ان الحاكم العادل .. ظلُ الله فى الارض , فأن حاد عن السمات التى رسمها الله فانه يتحول بإنكارهُ لتعليمات الله ليكون " عدوٌ لله "
هو بهذا يُخرج الحاكم  من صفة العبد لله الى المُتقمس  لدور الاله , الذى لا يُسأل عما يفعل , والذي يُشرعن  ويُقنن  ويُحلل ويُحرم حسب ما يري فيه مصلحتهُ وما  يجعله يثبت نفسة كآله  له صفات الرب فى كيوننتة البشرية  التى تحمل " قذارة الجيفة " برسم بشري خُلق من ماء مهين " بدايتهُ نطفة قذرة ونهايتة جيفةٌ مذرة وبين هذا وذاك يحمل العَذِراَ " العًذِراَ  اي ما يخرجة المراء من بول وبراز هو فى الحقيقة يحملة بين امعائة ويسير به متفاخراً مغروراً  بنفسة

اخيراً هذا هو الفيديو الذي تحدث فيه " على جمعة " والذى اثار كثيراً من ردود الفعل

<a href="http://www.linkedtube.com/7aAFuhCQvLc2a8e1330242430f92d590f3e62e03176.htm">LinkedTube</a>


نسأل الله العفو والعافيه

.

نبذة عن السلطان سليمان القانوني
 عُرف عند الغرب باسم سليمان العظيم وفي الشرق باسم سليمان القانوني (في التركية Kanuni) لما قام به من إصلاح في النظام القضائي العثماني. أصبح سليمان حاكمًا بارزًا في أوروبا في القرن السادس عشر، يتزعم قمة سلطة الإمبراطورية العثمانية العسكرية والسياسية والاقتصادية. قاد سليمان الجيوش العثمانية لغزو المعاقل والحصون المسيحية في بلغراد ورودوس وأغلب أراضي مملكة المجر قبل أن يتوقف في حصار فيينا في 1529. ضم أغلب مناطق الشرق الأوسط في صراعه مع الصفويين ومناطق شاسعة من شمال أفريقيا حتى الجزائر. تحت حكمه، سيطرت الأساطيل العثمانية على بحار المنطقة من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر حتى الخليج.
في خضم توسيع الإمبراطورية، أدخل سليمان إصلاحات قضائية تهم المجتمع والتعليم والجباية والقانون الجنائي. حدد قانونه شكل الإمبراطورية لقرون عدة بعد وفاته. لم يكن سليمان شاعراً وصائغاً فقط بل أصبح أيضاً راعياً كبيراً للثقافة ومشرفاً على تطور الفنون والأدب والعمارة في العصر الذهبي للإمبراطورية العثمانية
. تكلم الخليفة أربع لغات: العربية والفارسية والصربية الجغائية (لغة من مجموعة اللغات التركية مرتبطة بالأوزبكية والأويغورية).




. Photobucket

هناك 3 تعليقات:

  1. في البداية اشكرك على اطلاعنا على قصة السلطان سليمان فعلااااااااااا رائعة , وقد أعدتني بالذاكرة الى ما جرى مع البوطي وكم كثرت النقاشات والاقاويل عليه فمنهم من برر تصرفه ومنهم من قال كلمة الحق فوق كل شيء والخوف من الله .

    ليس من كلام بعد الكلام الذي كتبته ولكن ما حز في نفسي بعد سماعي للفتوى وقتها اني كنت قد سالتك عن فتوى في مرة من المرات تخص عرض صور الشهداء واظن انك تذكر هذا وقلت لي نعم يجوز يجوز يجوز وهي فتوى عن الشيج علي جمعة وقتها , وأذكر يومها أني سالت والدي عنه وعن رايه به وقد قال لي انه شيخ لاغبار عليه علم واتزان واذا بعد ايام تخرج فتواه لتصدم الجميع حتى والدي يقول لي سمعتي فتوى الشيخ واقسم بالله اني لم اعي شيئا وقتها لاني كنت قد قرات الخبر على النت وقلت له لم افهم هل من المعقول ان يفتي بشيء كهذا صمت والدي ولم يعلق الا بحسبي الله ونعم الوكيل .
    شيء محزن أن يصبح الدين تجاااااااااااااااارة فقط وان يستغل لابعد الحدود وننسى ان هنالك وقفة بين يدي الخالق , ولكن يا صديقي الا تلاحظ ان مشايخنا اليوم قد تربوا على ايدي النظام والغرب وقد جهزو لهذا الغرض ليخدم مصالح الحكام لا الخالق يا سيدي الكريم , وعلى فكرة لم اعد اثق باي منهم وخاصة بما نمر به ان لم اجده بين الناس والثوار ويقول كلمة الحق علنااااااااااااااا ولا يتواطأ مع احد فأنا لا اثق ......... الا ما ندر حتى لا اعمم واحمل وبال من هم كانوا صادقين في اقوالهم وافعالهم


    على فكرة الوصف يلي وصفتو باخر مقالتك كان قاسي كتير بس مافينا غير نقول يارب لاتجعلنا منهم ولا تجعلنا ممن يحيدون عن الحق او يصمتون عنه او ينكرونه ,,,,,,و وعلى فكرة انا بحيك على الكلام يلي مكتوب بالمقالة لانو وافي وشامل وانا ماقدرت اكتب اي شي زيادة قدام يلي كاتبو

    تحياتي

    ردحذف
  2. مرحباً عزيزتي
    شاكر مروركم الكريم
    يبدو ان الامر حدث به التباث معنا .. انا عندما ذكرت من قبل " يجوز يجوز يجوز .. كنت اقصد بهذا السخرية من على جمعة وليس نقل فتوي عنه
    وهذا لان الشيخ معروف للجميع بفتاواه الغريبة والشاذة حتي صار معروف للجميع بهذا .. وعندما يسأل عن امر يقول بمنتهي لبساطة كلمته المشهورة ويرددها ثلاث "يجوز يجوز يجوز "
    لهذا انا استخدمت هذه العبارة عنه استخفافا وليس استناداً على فتوي له

    نسأل الله العفو والعافيه

    ردحذف
  3. مسا الخير طارق
    شكرا على التوضيح بتعرف طارق من شوي بس كانت الكهربا مقطوعة وعم نتناقش بموضوع المشايخ مرة تانية ورجعت سالتو عن نفس الموضوع لاني مو مقتنعة انو مفتي جمهورية سابقا ويفتي بهيك شي فقلي بالحرف هدول كلهم مجهزين من قبل بوقت بس علي جمعة انكشف من زمان .

    وهلا لما دخلت على مقالتك مرة تانية لقيت انك كاتب نفس الشي ...... بس الصراحة انا بوقتها فكرتك عم تحكي جد ماخطر ببالي العكس وخاصة انو ماعندي كان اي خلفية عنو .

    اللهم امين

    ردحذف

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً