05 أكتوبر 2013

يقضى على المرء في أيّام محنته




احياناً نجد انفسنا امام كلمات تأخذنا من اُتون الالم والضيق الى باحة واريحة تعيد لنفوسنا حالة من التوازن والاتزان النفسي
هذه قصيدة للشاعر ابراهيم بن المنذر , كُنت قد مررت بها مُنذ زمن , وظلت تختلج مشاعري ووجداني , ولطالما رجعت لها فى مناسبات شتي , حتي اني دائما اشعر انها تلبي شىء فى نفسي .
الا ان قوله :
يقضى على المرء في أيّام محنته    حتى يرى حسناً ماليس بالحسن

ظل هذا البيت واحد من اكثر ابيات الشعر التى تعايشت معها وبقيت تراوح مشاعري ووجدنى
الا انى وفى ظل الظروف الحالية وجدت ان القصيدة تتحدث عن واقعنا الحالي ..
وكأني به كان يقراء عبر صفحات الغيب ما نحن فيه الان , وما الم بمصر من فجيعة , وما اصبحنا فيه من هم مقيم .. وكرب عظيم
اترككم مع القصيدة .






يا أذن ما تشتكين اليوم يا أذني
أما كفى العين ما لاقت من المحن
أما كفى دمعها الجاري وحمرتها
حتّى تزيدي بما تشكينه حزني
كم مرّ فيك حديث ما أنست به
حتّى ولو كان من ذي حنكةٍ والوهن
وكم عليل تذيب الصّدر أنته
أو مستغيث شديد البؤس والوهن
وكم ثقيلٍ كوقع الصّخر منطقه
أو كالصّفاة الّتي تهوي من القنن
وكم كذوب إذا أدّى روايته
ظننتها الحقّ من أسلوبه المرن
يا أذن سمعاً فإنّ السّمع موهبةٌ
فلا تجودي بها يوماً بلا ثمن
العلم علمان علمٌ يستضاء به
بين الأنام وعلم الشّر والفتن
والشّعب شعبان شعبٌ ناهضٌ يقظ
حيّ وشعب حليف الذلّ والجبن
والمرء صنفان هذا ضاحك طرباً
وذاك يبكي على الأطلال والدّمن
سيّان في الشرق ذو عقلٍ ومختبلٍ
وعابد الله يحكي الوثن
أمّا السّياسة فأرميها لمن رغبوا
فيها فإني أراها مصدر الإحن
المال يعطى جزافاً للألى كذبوا
والنّفي والسجن حظّ الصّادق الفطن
وكلّ ما نسقيه من جرائدنا
يمضي كأن الذي تروين لم يكن
وكم دخيلٍ أتى مستجدياً فغدا
ربّ البلاد يقود الشّعب بالرّسن
وإنّ ذاك الذّي يدعونه وطناً
عند الحقيقة أمسى ليس بالوطن
قضى على مجده الأغراب واستلبوا
حياته ولقد لفّوه بالكفن
لفّوه بالورق السّوري وانصرفوا
وغادروا دمعنا كالعارض الهتن
كوني أيّا أذني صمّاء مغلقةً
إنّ السياسة متن المركب الخشن
دعي إذ كار الذّي قد مرّ واستمعي
حلو الغناء تزيلي شدّة الشّجن
عرفت ما بك من هم ومن ألمٍ
لكنّه مرّ مثل الحلم في الوسن
أما سمعت نشيد المرّ منفرداً
كبلبل الرّوضة الشّادي على الغصن
أو كالملاك الذّي في خدر خالقه
يسبح الله في سرٍ وفي علن
إذا جرى صوته في أذن سامعه
كأنما هو يجري الرّوح في البدن
تبارك الله باري الخلق أبدعه
مرّاً على ضده حلواً على الأذن
تشنّفي بالغنا يا أذن وانصرفي
عمّا ترين تنالي منتهى المنن
دعي السّياسة جنباً فهي مضنيةٌ
وانسي دواهي بلايا الدّهر والمحن
يقضى على المرء في أيّام محنته
بأن يرى حسناً ماليس بالحسن

ابن المنذر النيسابوريالإمام المشهور ابراهيم بن المنذر  هو  أحد أئمة الإسلام , المجمع على إمامته وجلالته ووفور علمه ، وجمعه بين التمكن في علمي الحديث والفقه ، وله المصنفات المهمة النافعة في الإجماع والخلاف وبيان مذاهب العلماء , وله من التحقيق في كتبه ما لا يقاربه فيه أحد ، وهو في نهاية من التمكن من معرفة الحديث ، وله اختيار فلا يتقيّد في الاختيار بمذهب بعينه ، بل يدور مع ظهور الدليل 
  


. Photobucket

هناك 4 تعليقات:


  1. كلمات خطت بأنامل مبدعة .... كلمات وصفت يومهم ويومنا وأيام ستأتي ... في زمن كان الرجل رجلا يرى أبعد ممّا

    يراه أمامه.... رجلا يحمل سيفة ويقول كلمة الحق ولا ينظر للوراء ولا يخاف عدوه ...... رجلا يناضل ويقاتل إما بكلمة

    أو بسيف أو بمال ....... همّه الوحيد أن يدافع عن وطن ,عقيدة ,حق ,شرف , كرامة , كبرياء ......

    كما هو الحال في يومنا هذا فقد ضاع ..... الوطن , العقيدة , الحق , الشرف , الكرامة , الكبرياء .......

    فرحمة الله عليهم وعلينا ..

    لاول مرة أقرأ قصيدة لاكثر من مرة فكلماتها اكثر من رائعة وستم الاستعارة لو سمحتي لي سيدي

    ردحذف
  2. مرحباً اختي الكريمة
    شاكر مروركم الكريم ومتابعتكم
    الامر لا يحتاج استأذان .. كل محتويات " صيد الخاطر " متاحة لكم

    مودتى

    ردحذف
  3. رائعة جدا القصيدة .. والاروع المدونة التي تشبه البستان المتنوع الثمار

    فقط أحب ابين إشكال لاحظته ... وهو الخلط بين الامام بن المنذر النيسابوري العالم المشهور والذي ورد وصفه في تدوينتك بــ لإمام المشهور ابراهيم بن المنذر هو أحد أئمة الإسلام , المجمع على إمامته وجلالته ووفور علمه ، وجمعه بين التمكن في علمي الحديث والفقه ، وله المصنفات المهمة النافعة في الإجماع والخلاف وبيان مذاهب العلماء , وله من التحقيق في كتبه ما لا يقاربه فيه أحد ، وهو في نهاية من التمكن من معرفة الحديث ، وله اختيار فلا يتقيّد في الاختيار بمذهب بعينه ، بل يدور مع ظهور الدليل

    وبين إبراهيم بن ميخائيل بن منذر صاحب القصيدة اللبناني

    ردحذف
    الردود
    1. مرحباً اخى الكريم
      سعدت بمروركم الكريم واضافاتكم الهامة المفيدة ..
      الامر يحتاج لمراجعة ... سوف انظر الامر بأذن الله ، شاكر لكم التنبيه والاهتمام
      .... لنا عودة

      حذف

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً