25 سبتمبر 2011

سُلطة الكُرسى .. ام كُرسى السُلطة ..؟



" كم ظالمٍ حكمَ الشعوب وعرشهُ قُبقابُ"


جدلية الكرسى والسلطه لا تخلو من الغرابة والطرفه
فى زمن تعلو فيه شعارات الديموقراطية .. وصوت الشعب
فى زمن اصبحنا نسمع فيه عن سلطة الشعب وحقة فى الاختيار
نجد ان ما يعُلن مُخالف لم يحدث.. وبعيد كل البعد عن الحقيقة وواقع الحال
كرسى السلطة يُترجم لدينا بمفهوم سلطة الكرسى ...!
نعم هناك فرق كبير بين المعنيين .. وبينهما مسافة شاسعه من البون
بمجرد جلوس احدهم على كرسى السلطة .. يبداء فى التحور والتحول الى سلطة من خلال الكرسى
استخدام السلطة المُفرط بدون قيود يحول الكرسى الى
رمز وكيان اسطورى
حتى ان الامر غدى مُزحة ثقيلة وباتت الاسقاطات على المعنى لا تخلو من الطرافه
حتى انه قيل ان الحاكم لا يترك الكرسى لدرجة انه ينام هو جالس فوقه خوفاً من ان يأتى غيرة ويسرقه ليجلس مكانة





وفى الوقت الذى غدى فيه كرسى السلطة هو الغاية والوسيلة لا نستغرب مما يحدث
روبرت موجابى - نموذج صارخ على المعنى السابق
الرجل متمسك بالسلطة وكرسى السلطة بشكل جنونى ..
ويرى ان بلده" زمبابوى" هى مساحة الكرسى

"أدى الرئيس الزيمبابوي روبرت موجابي اليمين الدستورية لفترة رئاسية سادسة بعد إعلان فوزه الساحق في الانتخابات التي كان فيها المرشح الوحيد، حيث أشارت النتائج الى حصوله على 85 فيالمئة من أصوات الناخبين.ودعا موجابي بعد أداء القسم المعارضة إلى اجراء محادثات.وقال مراقبو الانتخابات من دول الجنوب الإفريقي إن الانتخابات لم تعكس رغبة الشعب.وورد في بيان صادر عن تجمع دول الجنوب الافريقي (سادك) ان أحداث العنف التي سبقت الانتخابات قد قوضت مصداقيتها.وقال زعيم المعارضة مورجان تشانجيراي الذي رفض حضور مراسم تنصيب موجابي ان الأخير لا يملك الا خيار التفاوض. " اخبار مكتوب 20-6-2008


الخبر لا يخلو من التناقض الصارخ .. والبعد عن اى منطقيه
لا اعلم هل نضحك او نأسى على حالنا عندما نطالع مثل هذى الانباء
وما حدث او يحدث فى زيمبابوى ليس حالة فرديه او استثنائية نادرة
فنحن نعيش نفس المأساة فى بلادنا العربية .. وبدون اى مراعاة للشعب او للمجتمع الدولى
نجد ان رموز السلطة اصبحوا جزء من الكرسى لا يمكن ان يفترقا
كلامى ليس بالجديد .. ولا انا اول من تكلم عن هذا يمكنكم مراجعة كل ما جرى وما حدث فى السنوات الاخيرة
وسترى العجب العُجاب .. وندعى الحكم الديمُقراطى ونعلن الحكم الجمهورى
وهو فى واقع الحال حكم " ملكى " يورث ولا يجوز التنازل عنه او تركة
اقترح ان تُعلن كل جمهوريات العالم الثالث ومن تبعهم اعلانها كممالك وليس جمهوريات
حتى نفيق من هذا الهم وهذا الكرب ونتكلم فى شىء اخر قد يكون مفيد
فكارثة الحكم الوراثى " الجمكى" ( الجمهوريات الملكيه) ان من يتقلد فيهِ الكرسى
يصبح الكرسى وامن الكرسى هو شغلة الشغال
وتتحول مؤسسات البلد الى وكالات خاصة لحماية ورعاية الكرسى
وينفق فى سبيل ذلك كل رخيص وغالى .. ويتحول الشعب الى عدو للكرسى يجب ان يتم القضاء عليه
حكاية الكرسى .. تذكرنى بقصة رمزية فى تراثنا من مجموعة قصص " السندباد البحرى"

"عندما هبط السندباد فى احدى رحلاته بجزيرة.. راى انها جزيرة تتمتع بالخيرات والخصب والفيء الوفير
ولا حظ انها خاليه من البشر و السكان عدى بعض الهياكل العظميه لبشر نافقون هنا وهناك
الا انه وجد شيخ عجوز مُقعد انهكة المرض والشيخوخة طلب منه الشيخ متذللاً وبعجز وانكسار ان يحملة على كتفيه رأفة به وبشيخوختهُ لينقله الى مكان اخر
اشفق السندباد " المواطن " عليه وحمله على كتفيه لينقلة الى مقصده
الا ان الشيخ العجوز تمسك بمقعدهُ وركبوتهُ الجديدة وابىَ ان ينزل . بعد ان اطبق ساقيه حول خصره وتمسك برقبتهُ بقوة
وعرف السندباد ان حاله سيكون كحال ما شاهد من رفات عندما هبط الجزيرة
ومرت الايام وهو لا يستطيع منه فكاك ويتنقل به بين اشجار الفاكهه وخيرات البلد " الجزيرة "
الى ان اهتدى السندباد الى حيلة ... فقد صنع لها من العنب خمراً وبعد ان َسكرَ القاه من على ظهره
وبهذه الحيلة استطاع ان ينجو منه ."
القصة لا تخلو من الرمزيه والاسقاط .. وكانى بحُكامنا يفعلون معنا نفس الشىء
ولكن لا نملك طريقة للخلاص
جمهوريات الكراسى وديمقراطيات العرش تحكمنا
ولا ندرى هل المشكلة فينا ام فى الكرسى .. ام فى الـ...

كنت قد نشرت هذا البوست في 26 ديسمبر 2008 .
ولا ادرى لما الح على ذاكرتى كثيراً هذه الايام .. وانا ارى ما حدث ويحدث فى ليبيا واليمن وسورية ... ولا استثنى مصر

.

هناك تعليق واحد:

  1. والله كلام صحيح لا استطيع التعليق فهذا وضعنا نحن العرب خاصة من يملك الكرسي يتمسك به كانه ان تخلى عنه ستنتهي حياته ويصبح من الموتى يمكن ان يكون هذا منظوره فحقا نحن موتى

    ردحذف

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً