06 فبراير 2011

بلدى كما لم اراها من قبل - "جمعة الرحيل "


لم يكن ابداً يوماً عادياً .. انه يوم من الايام التى ستسكُن سُلاميات الذكرة  ..ولن تغادرها
الجمعه 4 فبراير 2011  لم يكن يوماً عادىً بالنسبة لي .. جمعة الرحيل  هكذا اعلن عنها الرابضون بلا تراجع فى ميدان التحرير او فى ميدان الشهداء بالاسكندرية ، غير انى وبعد مضى اليوم بدون رحيل "مبارك"  وجدت ان اليوم يجب ان اسميه تسمية خاصة ربما بى وحدي  او من وجهة نظري .. على الاقل
 انه  " يوم العودة " نعم انها تسمية مسببة  ليست جزافيه
كانت مفاجأة لى  ان اجد خطيب الجمعة بمسجد القائد ابراهيم  هو "الشيخ المحلاوي " الذى تم منعه من الخطابة منذ سنوات لدواعى امنية كما قال جهاز امن الدولة ..!








وكأنى  ببوادر اليوم الذى قرر فيه الناس الخروج فى تظاهرات " جمعة الرحيل "  .. رحيل مبارك ونظامة الذى جثم على الصدور سنوات طوال هو ذات اليوم الذى يعود فيه الممنوعون والمبعدون الى مكانهم الصحيح .. انه يوم العودة  "جمعة العودة ... عودة الحرية  وعودة الروح  الى هذا الشعب الذى اصيب بالخُراس والصمت  والموت طوال سنينٌ  عجاف قاسية
انتهت مراسم صلاة الجمعة .. وبمجرد ان  سلم الامام  تعالت  اصوات التكبير والدعوات برحيل "مبارك " .. لتنطلق المسيارة التى ضاقت بها الاسكندرية .... نعم ضاقت بها شوارع المدينه العتيقة ..,  صخب  وزحام .. اعداد من البشر خارج الحصر .. تلمح بين الوجوه  كل الوجوه ..!
الشيخ المحلاوى
شيباً وشبان .. نساء ورجال .. بنات واولاد .. اطفال صغار ، مختلف الفئات والاتجاهات .. من كل لون ..تنوع  .. اشتات مختلفة قد تجمعت من كل مكان من ارقى الاحياء وابسطها كل الافكار والمبادىء كل الثقافات والاتجاهات من مختلف الفئات العمرية  .. كلهم اجتمعوا على قلب رجل واحد .. توحدوا فى لسان واحد يردد  ..  يسقط النظام  ...
من بعيد تلمح الجموع اتيه  من هناك حيث مكتبة الاسكندرية ..  وتترى  الجموع فى تتابع وتلاحم غير مسبوق   .. بشر لاحصر لهم يحملون مصر فى قلوبهم  .. خرجوا جميعاً تحت لواء واحد يجمعهم .. ويوحدهم مطلب واحد ...  كلاً منهم يعبر عما يريد الجميع بمختلف الشعارات والاساليب.. تلهج السنتهم  بمطلب واحد  رحيل الرئيس ... وسقوط النظام , التفوا حول مصر حباً  دفعتهم مشاعرهم واتخذوا من الحرية وقوداً يدفعهم ويقوى هممهم .. , لا يمكنك ان تلمح فى المشهد الا فرح غامر  يجمع القلوب وسعادة على الوجوة التى نسيت الفرح , عيونهم يغمرها الامل  والتفاؤل
الناس فى كل مكان زحام اتوى من كل صوب وكل مكان  .. وجدت صعوبة فى المرور بين الجموع التى اخذتنى معها  وغمرنى ما غمرهم من مشاعر  جياشه .. روح جديدة عمت المكان .. توادود  وحب يجمع الجموع , مشاعر لم اراه فى بلاد من قبل .. نعم انها جمعه العودة  .. عودة الروح الى هذا الوطن
ما كنا يمكن ان نرى هذا المشهد حتى فى احلامنا ... فبرغم ما نحن فيه من ندرة مطلبات الحياة الاساسية وارتفاع الاسعار .. وربما انعدام الامن وانفلاته .. برغم هذا الكرب الذى بات يحيط بالجميع  .. رغم تعطل معايش وارزاق الناس .. رغم كل الصعوبات  .. الا ان الناس يحتوميها الرضى ويشملها فيض من القناعه بأن الذى نحن فيه لا يساوى شىء اذا قدر وقورن بما حققت ثورة الشباب ، ذهب ايام عصيبة وسنوات عجاف .. وبدت بشائر الحرية بشائر الامل فى غدٍ اكثر اشراقاً  واقرب الى الحياة التى يرتضيها الناس ويسعى من اجلها الساعون...  " وتمضى المواكب بالقادمين من كل لون وكل مجال " هكذا رأيت الناس وكأنى استعيد بهم ومعهم او من خلالهم كلمات ام كلثوم  ..
 وصاح من الشعب صوتٌ جرىء قوى ابى شجاع عميق
يقول انا الشعب والمعجزة  .. انا الشعب لاشىء قد اعجزة
وكل الذى قاله انجزة
امعجزة ما لها انبياء
ادورة ارض بغير فضاء
انا الشعب   ...  انا الشعب   لا   لا   لا اعرف المستحيلِ
ولا ارتضى للخلود بديل    ...  بلادى  بلادى مفتوحة كالسماء ...
ما تشهده مصر الان يخرج عن كل الحدود التي من الممكن ان يصدقها العقل ... انها الثورة .. ثورة كسر الاغلال .. ثورة الحرية
كان حُلماً فخاطرً .. فاحتمالِ  .. ثم اضحى حقيقة لا خيال
هذه ملامح حقيقة من الروح التى  تتملكنى والاحاسيس والمشاعر التى عشتها مع الناس
نسأل الله العلىّ العظيم .. ان يمن علينا بما افاء  والا  يحرمنا من نعمه الحرية والحب لهذا البلد الكريم  .. الذى فقدناه  كرهناه  .. هربنا منه  والان نحن نعود اليه  يحدونا الامل ويدفعنا اليقين  بغد  اجمل ومستقبل افضل لهذا الشعب
اعزورنى اخوانى اذا كانت كلماتى غير متناسقة وغير مرتبة  .. الا انه يشفع لى انها احاسيس خرجت  منى  فكانت كما هى بعفويتها بين ايديكم ...  
هناك الكثير والكثير من المشاعر والامال المفعم بها وجدانى واحاسيس   ... امالى واحلامى لهذا البلد الذى عاد الينا وعدنا اليه .., سوف افرغها ها هنا فى  سلسلة اسميتها " رسائل الى الوطن "

.




هناك تعليقان (2):

  1. أخباركم مرة تبكينا ومرة تفرحنا.. الله لايضيع تعبكم.. يارب

    ردحذف
  2. شكرا اختى الفاضلة لهذى المشاعر الكريمة
    نحتاج عونكم لنا بالدعم المعنوى والدعاء

    مودتى

    ردحذف

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً