15 أغسطس 2010

المسلمون قادمون .. على صهوة " البطون "


المسلمون الان  كٌثر ..  .. وها هى تتداعى علينا الامم " كما تتدعى الاكلة على قصعتها " كما اخبرنا رسول الله
رغم انها كثرة بلا قيمة ولا وزن   الا ان تقارير  نُشرت  مؤخراً اظهرت ان كثرة تعداد المسلمين باتت تمثل قيمة من نوع اخر
تعداد المسلمين  البالغ  1.57 مليار نسمة اصبح يمثل قوة لا يستهان بها ..، نعم قوة  ولكنها للاسف قوة استهلاكيه ، فتحت شهية اقتصاديات العالم للتداعى على هذه " القصعه" لتنال منها نصيباً ..، فلم يعد مستغرباً ان نجد دولة مثل هولندا  تبني مخازن في ميناء روتردام خاصة فقط بمنتجات الحلال، حتى لا تختلط مع لحوم الخنازير والمسكرات ..!





معدل الانفاق الاستهلاكى فى العالم الاسلام فى زيادة طردية متنامية بشكل لفت انظار الشركات العالمية للاهتمام بهذه الفئة من المستهلكين ..، مما جعلها تسعى لتلبية احتياجاتهم المتذايدة باستمرار ..، وبدى الاهتمام واضح بكل ما يحتاج المسلمون من مأكل وملبس وحتى من ادوات الترفيه ، ولم يعد مستغرباً ان تجد الكثير من المنتجات تحمل وسم " حلال " او " وفق الشريعه الاسلامية " لتبدو بوضوح  وبحروف عربية على الكثير من المنتاجات الغذائية  العالمية


فى تقرير لمجلة التايم الامريكية اوضح ان صناعة الأغذية الإسلامية توسعت بشكل كبير، لتصل إلى 632 مليار دولار سنويا، أي ما يشكل 16 % من صناعة الأغذية في العالم، الأمر الذي دفع الشركات العالمية، مثل ماكدونالدز، نستلة، وتيسكو، إلى التوسع في العروض المطابقة للشريعة الإسلامية، والتي تمكنت من السيطرة على 90 % من أسواق "الحلال" في العالم
يُعد هذا مؤشر يحمل دلالات قوية على ما يمثل المستهلك المسلم لهذه الشركات والتى ترصد اسواق العالم بدقة .. بل لم يعد مستغرباً ان  نجد مناسبات اسلامية  مثل شهر رمضان  وعيد الفطر وعيد الاضحى تعتبر من اكثر مواسم التسوق التى تهتم بها هذه الشركات التى باتت تضع المسلمين واعيادهم على قمة اولوياتها خاصة  اذا عرفنا  انها تعطى مردود  ربما اكبر من مناسبات الغرب كاعياد الميلاد والكريسماس وغيرها
اذا كثرة تعداد المسلمون اصبحت قوة لا يستهان بها  .. بل اصبحت تلقى اهتمام ورعاية ومتابعه خاصة .. ، انهم اصبحوا قوة  لا تهمل ولا يستهان بها ، ولكن من منظور الاقتصاد المضاد او " العكسى "  انها قوة استهلاكية
حدث فى عام 1996 ان وقعت شركة نايك فى خطاء فادح عندما سوقت حذاء رياضيا يحمل رمزاً يشبه اسم "الله" ، وهو ما جعل الزبائن المسلمين يعيدون للشركة 800 ألف زوج من هذه الأحذية ، مما اربك الشركة واثر سلباً على ارباحها التى تجنيها من هذه الشريحة التى غدت منتشرة فى كل بقاع العالم ..، وهذا ما دفعها الى الحرص تجاه كل منتجاتها حتى لا تتعرض للخسارة مرة اخرى جراء إحجام هذه الشريحة عن شراء منتجها 
بعد الخطأ الذي وقعت فيه شركة نايك لصناعة الأحذية، أجرت دراسة انتهت منها مؤخرا شملت ماليزيا، مصر، باكستان، والسعودية، وأصدرت مؤشرا تسويقيا لإرضاء زبائنها المسلمين. كما لجأت شركة اوغيلفي لإصدار دليل يرشد الزبائن المسلمين لثلاثين فرعا من أسواقها لا تحتوي إلا بضائع تطابق الشريعة الإسلامية، وجميع هذه الأسواق أطلق عليها اوغيلفي نور، وهي كلمة عربية يدرك معناها معظم المسلمين  ... الهدهد 
مما لا شك فيه أن المسلمين كأفراد زادت قدرتهم الشرائية بسبب النمو المطرد لاقتصادياتهم، وانتشارهم في العالم بشكل كبير ، وهذا ما يضعهم فى اول واهم الشرائح المستهدفه فى اقتصاديات واهتمامات الشركات العالميه ..، حتى ان هناك اتجاه ظهر مؤخراً وخاصة بعد الازمة العقارية العالمية ..، هذا الاتجاه بداء فى الاهتمام بسوق العقارات الاسلامية وصناعة التمويل الإسلامي، الخالي من الفوائد "الربوية"، وبالرغم من أن هذه الصناعة لا تتجاوز حاليا 1% إلا أنه يتوقع أن تتوسع بنسبة 15 % سنويا، لتتحول من 500 مليار دولار إلى 4 تريليون دولار خلال أربع سنوات ...، بالطبع هو رقم لايستهان به ..، وربما نجد فى غضون سنوات قلائل ان هناك فروع واقسام فى البنوك العالمية ستحمل مسميات على شاكلة " المرابحة - والقرض الحسن " وغيرها من تلك المسميات التى تدغدد حساسية المسلمين ونظرتهم الاسلامية الواضحة وتحسسهم من البنوك الربوية 


العالم بداء الاهتمام بنا والنظر الينا على اننا قوة متنامية وسوق كبير واعد ..، وللاسف نحن لم ننتبه الى ذلك الا من خلال ما بداء يظهر فى تقاريرهم المعلنه .. فما بالكم بما هو خفى وما زال فى طى الكتمان ..، وان كان الاقتصاد العالمى لا يعترف الا بلغة الارقام والاحصاء ، فهذا يحمل مؤشر قوى  على ان المسلمين هم الرقم الاهم والاقوى  " كمجتمع استهلاكى " يجب الاهتمام به وتلبية متطلباته على كافة الاصعده 
كنت فى زيارة الى احدى دول الجنوب الشرقى اسيا ، ولفت نظرى ان كثيراً من الفنادق تضع فى اعلانها الترويجى عن نفسها عبارة تجعلك تبتسم فى استغراب مما يمثل لهم الزائر او النزيل العربى " المسلم " العبارة تشير بوضوح الى ان التوالت اسلامى ..! يقصدون بهذا ان المرحاض " اعزكم الله " مُعد لاستخدام المسلمين  وهذا امر لم يكن موجود عندهم
بالطبع سيلاحظ المسافر العربى فى كل مكان وكل ارض او بلد يزورها انتشار عبارة " حلال " وابرزها بوضوح على واجهة المطاعم  واماكن الطعام والشراب ..
المسلمون قادمون .. ، قادمون بقوة كقوة استهلاكية .. فهم لا يملكون الا قوة الاستهلاك ولا ينتجون او يزرعون او يصنعون ما يستهلكون
طعامهم مستورد وملبسهم مستورد واجهزتهم وسيارتهم مستوردة و..و..و... كل احتياجاتهم من صنع وانتاج غيرهم ، حتى العلوم والافكار والاداب والفنون و... كلها مستوردة
المسلمون قادمون على صهوة جياد الانفاق والبزخ والترف الاستهلاكى  .. قادمون على صهوة البطون
نسأل الله العفو والعافية.








هناك تعليقان (2):

  1. للأسف استاذي الفاضل كلامك واقعي 100%

    لا ندري هل نسر بكوننا قوة يحسب لها حساب وتراعى معتقداتها وقيمها ولو كقوه استهلاكيه!!!

    ام نحزن على الحال الذي نحن فيه!!!

    اللهم اعز الامه الاسلاميه واصلح احوالهم

    ردحذف
  2. لا يوجد ما يدعوا الى السرور ... ولا تحسب صديقى انى لا املك الا نظرة سودويه .. على العكس ربما اكون اكثر تفاءل من الكثيرين

    لله الامر من قبل ومن بعد

    ردحذف

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً