03 أغسطس 2010

انف عائشة المقطوع .. وسياسة المتاجرة بالآم البشر


صورة تصدرت غلاف مجلة التايم الامريكية  اثارت زوبعه من ردود الافعال المتباينة
انف عائشة المقطوع  ربما يكون اخر صَرَعات و وسائل انقاذ صورة السياسة الامريكيه المهترئة والمنهارة فى افغانستان .., فعندما تبرز مجلة بحجم التايم الصورة كصورة غلاف .. وكموضوع رئيسىّ فهذا له دلالات تعنى الكثير
القصة التى برزت  كقصة انسانية  فى المقام الاول  وكما وردت فى المجلة .., تتلخص فى التالى .. عائشة زوجة افغانية فى عامها الثامن عشر .. فرت من قهر وبطش زوجها واهلها فى محاولة للنجاة او هدنة وراحة من العذاب المعنوى والتعذيب البدنى .. الا ان سطوة قبيلة الزوج استطاعات ان تعيدها مرة اخرى الى سجن الحياة الزوجية فى كنف معذبها .. هذا بعد ان خضعت لمحاكمة عرفية  اصدر فيها شيخ القبيلة  "زعيما في طالبان " الحكم   باعدتها للبيت ولكن بعد قطع انفها واذنيها ..!






وتم تنفيذ الحكم بالفعل .. وكما ظهرت فى الصور بدت مقطوعة الانف .. ولكن الصور لم تظهر اذنيها المقطوعتان , ومرة اخرى استطاعات عائشة ان تفر وتنجو بنفسها , وهى الان تعيش في مكان سري ويتوفر لها حماية خاصة وستتجه إلى الولايات المتحدة لإجراء عمليات ترميم وتجميل خاصة لوجهها من خلال جمعية خيرية تبرعت بكلفة علاجها.

بررت التايم موقفها او الذى دفعها الى نشر الصورة الصادمة على غلاف أول عدد أسبوعي منها لشهر أغسطس، أن عائشة تود نشر صورتها ليعرف العالم من هي طالبان وماذا تعني عودتها لحكم أفغانستان، وفقا لزعم الصحيفة
.

لكن الانتقادات التى وجهت للصحيفة كانت اكبر من هذا بكثير .. خاصة ان توقيت النشر جاء بعد تسريب وثائق سرية تكشف فشل الحرب في أفغانستان.

ردود الافعال رأت الى ان التايم باستخدامها لهذا الغلاف الصادم للمشاعر الانسانية , لتأييد الحرب في أفغانستان رغم انفضاح امرها و تعثرها والفساد الذي ولده الاحتلال في تلك البلاد البائسة. ويرى كثيرون أن الغلاف يستجدي تأييد الحرب ودعم التواجد الأمريكي دون تحديد مدته لعلاج انتهاكات حقوق الإنسان فيها. ( وحملت بعض التحليلات عناوين مثل، "صورة بتسعون ألف ملف سري" فى تلميح إلى أن الصورة هي حملة إعلامية للرد على تسريب تسعين ألف ملف سري لمجريات الحرب في أفغانستان والتي جرى تسريبها مؤخرا. )
اربيان بيزنس

امريكا ترعى  الضعفاء والمستضعفين من النساء والاطفال والعجائز فى افغانستان .. هذه هى البروجاندا التى  استخدمتها التايم لعرض هذه الصورة الصادمة والمؤلمة ..
هنا نرى بوضوح لعبة السياسة وما تستخدمه من ادوات  .. بغض النظر عن نوع هذه الادوات وماهيتها .. اكانت حجر او بشر  لن يفرق كثيراً.. وغدت عائشة المغرر بها  هى السلاح الاول فى تبرير استمرار الحرب فى افغانستان .. عائشة التى لم تتخطى عامها الثامن عشر هى كبش الفداء لتبرير حرب  اقل ما توصف به انها حرب لا اخلاقية .. وبلا مبررات مقنعه .. امريكا تستخدم فى حربها على الارهاب الافغانى او الطلبانى كما يحلو لها ان تسميه  لم تخجل عندما ترفع لواء الحريه والدفاع عن الحريات وعن المستضعفين
وكأن امريكا لم ترى ما يحدث من جرائم ضدد النساء فى العالم  .. كأنها لم تسمع عن  ما يرتكب من مذابح  للاطفال والشيوخ ربما على يد جيشها الميمون

عائشة المسكينة اصبحت اداة  لتبرير التواجد الامريكى  وتبرير حرب العم سام فى افغانستان  .., اظهار عائشة بانفها المقطوع  هو ورقة التوت التى تحاول اكبر قوى  ستر عورتها بها  امام العالم وامام شعبها ..,  عندما تتحول مشاعر الناس والامهم الى سلعة رائجة فى  لعبة الحرب وحوارات السياسيين  لن تجد امريكا غضاضة مستقبلاً فى استخدام ما هو ابشع  لجرح احاسيس وانسانية الانسان .
يقول احد المعلقين على الموضوع فى موقع .reddit  :
" لماذا ينحصر دفاع الولايات المتحدة عن الأفغانيات، وماذا عن النساء الإيرانيات، بل كل النساء في عشرات الدول؟" ويضيف بالقول: " هناك باكستان مثلا، وفيها "فرع خاص" من طالبان، وكذلك السعودية ومصر والسودان وإريتريا والصومال وكينيا وتشاد ونيجريا والسنغال .  هل يعني قطع الأنف أنه أكثر إيلاما من عملية الختان لأنها تتم في مكان غير مرئي؟ علينا بغزو الهند وبنغلاديش وكمبوديا والصين، ولا ننسى جنوب أفريقيا وهي تلقب بعاصمة الاغتصاب في العالم. .., هل سنواصل قصف أفغانستان ولإنفاق عشرات المليارات فيها بينما تضمن تقرير الخارجية الأمريكي لأول مرة دخول الولايات المتحدة نفسها سوق الرقيق الأبيض وبيع النساء والأطفال؟". 
لان ما يعنينى شخصياً وفى المقام الاول هو " قضية الانسان "  وبرغم بشاعة الصورة  وما تحمل من الم انسانى  .. الا انى ارى فى طريقة نشر الصورة  وفى هذا التوقيت بالذات  نوعاً من الالم اكبر بكثير من مأساة عائشة  التى فقد انفها بهذه القسوة وتلك البشاعه , الالم هو فى الاسلوب الذى تتبعه الحكومات فى تبرير جرائمة  وتبرير اخطائها .., المتاجرة بالانسان ربما اكثر قسوة من جرح وتشوية الانسان .., وانتهاك حرمة البشر اكثر بشاعه  وايلاماً من الجرح الجسد .. , الجرح المعنوى اقسى من اى  جرح
بالتاكيد نحن لا نرضى ولا نقبل ما قامت به طلبان " على حد روايه - التايم " ونرفض هذا النوع من العقاب الا انسانى الذى  تم ممارسته على هذه الضعيفة  نرفضه  ولا نقبلة تحت اى مسمى  .. وقبل هذا نرفض الاتجار بهذا الالم واستخدامه اداة من ادوات السياسة .., استخدام صورة عائشة  تحت هذا الايحاء او الرسالة السياسة  وصمة عار  تؤكد ان الصحافة بوق اجوف لتبرير عثرات السياسة .., الم يكن من الاقوى ان تنشر التايم صور الجثث التى راح اصحابها ضحية لهذه الحرب .. ام لم تعثر  الصحيفة على صورة لجثة طفل قتله الامريكان فى افغانستان ..؟

المعذرة عن نشر الصور .. ولكن قمت بنشرها حتى نقف على صناعه الاعلام الامريكية وكيف تُدار الان .

شاهد فيديو مرتبط من مجلة التايم :


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً