27 يوليو 2010

لن ترانىّ عاريه ...!!


لا تنكر ذلك  فى نفسك .. انا ايضاً جذبنى  عنوان مشابهّ
ONLY MY HUSBAND SEES ME NAKED -  زوجى فقط من يرانىّ عارية
لا تتعجل فى الحكم على موضوع البوست  من خلال العنوان .. وانتظر حتى تكمل القراءة
هذا العنوان الذى جذبك وشد انتباهك  ما هو الا شعار " تجارى " استطاع ان يلعب على جانب مهم من حياة وخصوصية الناس
هذه الخصوصية التى صار انتهاكها امر مشروعاً  ومعترف به دولياً , ولا يملك الناس حتى حق الاعتراض عليه






كلنا سمع وعرف حكاية  اجهزة الاسكنر التى انتشرت فى كثير من مطارات العالم وخاصة اوربا وامريكا  والتى بواسطتها يتم الكشف على كل المسافرين والعابرون بالمطارات لدواعى السفر تحت  زريعه الدواعى الامنية وسلامة المسافرين , والتى تكشف ما تحت الملابس ليبدو الشخص امامها عارياً تماماً امام موظف المطار الجالس امام شاشة الجهاز ليرى كل ما هو ممنوع  ويقتحم  ببجاحة خصوصية الناس " ذكور واناث " بلا استثناء وبلا خجل او حياء .. وبعدها يسمح لك بالمرور
بالطبع استقبل الامر باستهجان ورفض واسع من الجميع تقريباً .. الا ان الناس رضخت وقبلت هذا .., والا منعوا من السفر
وترددت الكثير من الحكايات حول هذا الامر  .. لعل اشهرها  ما تعرض له احد موظفى المطار للايقاف والمُسائلة القانونية  لانه استخدم الجهاز ليرى  خلسة احدى زميلاته بالمطار  .. لانه معجب بها ومفتون بجسدها .. وقد واتته الفرصة ليشاهد ما كان يتمنى مشاهدته ..!
وحكاية اخرى عن مواطنه عربية رفضت  الكشف والغت سفرها .. معبره عن رفضها واستنكارها لهذا الاقتحام الفج لاخص خصوصياتها

نعود لحكاية هذا الشعار  والذى وصفناه فى البداية بانه عملية تجارية ... استطاعت احدى الشركات استغلال الامر  بالترويج لبيع واقى مطاطى يوضع على الامكان الحساسة  ليحجبها عن الكشف بالجهاز  مكتوب عليه "ONLY MY HUSBAND SEES ME NAKED"  وربما وجدت منه نسخه خاصة بالرجال ايضاً .., يباع هذا الواقى بسعر 15 $ تقريباً .., ويبدوا انه مُصرح به  ويفىّ بالهدف المرجو منه .. لهذا يلقى روجاً  ويباع  منه اعداد كبيرة فى المطارات التى تنتهج سياسة الكشف على المسافرين
حقيقة ما استوقفنى فى الامر هى "عبقرية  وفكر التاجر"  التى استطعت ان تصنع من حاجة الناس فرصة للربح  وللترويج لمُنتج  لايكلف الكثير .. ورغم هذا يباع بثمن مرتفع .. لن اقول انه استغلال  ولكن اقول انها فكرة  قوية فى الوقت المناسب ..
ومن هنا  نجد ان العبقرى الحقيقى من استغل بلاهة العالم وضعف الحكومات ليروج لمشروع تجارى ضخم  اُطلق عليه اسم " الحرب على الارهاب " .. هذا المشروع الذى اخرج الحكومة الامريكية وبعض حلفائها من مأزق سياسية واقتصادية ضخمة .. ومهد لهم السبيل لابتذاذ الحكومات والدويلات  الضعيفة والذليلة لدفع فاتورة مكلفة عالية الثمن تحت زريعه وحجة الدفاع عنهم او حماية مصالحها و مصالحهم المشتركة ... ومهد لهم احتلال واغتصاب البلاد وثرواتها  وقتل وتشريد الضعفاء .. كل هذا تحت ما يسمى مظلة " الشرعية الدولية "
وجنى  اصحاب الفكرة المكاسب  السياسية عالمياً   والمكاسب المعنوية  لخدمة معتقداتهم الدينية والفكرية  والمكاسب المالية لخدمة مأربهم الخاصة او اقتصاد بلادهم .. وتحولت بعض الدول الى رمز للارهاب والعداء للعالم الحر  المسالم  وتحول الاسلام الى مصدر لهذا الارهاب وتحول العربى والمسلم خاصة الى شخص غير مرغوب فيه فى بلدان العالم المتقدم
وبعيداً عن هذى التفاصيل المعروفة  للجميع .. يمكننا ان نلاحظ بسهولة كيف يستطيع البعض استغلال الازمات حتى وان كانت مفتعلة وغير حقيقة .. وعلى النقيض يمكننا ايضاً ان نلاحظ كيف لا نستطيع نحن تعلم فن ادارة الازمات


.

هناك 4 تعليقات:

  1. سبحان الله حقا مصائب قوم عند قوم فوائد...اخى الفاضل الموضوع كعادة جميع موضوعاتك مدهش ...وتحليلك وتعقيبك عليه رائع وربطك بين الحدث وواقعنا الذى بلينا بيه محزن ...استغلال الوضع تحت شعار من اجلك انت
    خالص ودى وتقديرى

    ردحذف
  2. استاذ طارق
    اتعجب واتسآل اين من صدعوا رؤسنا بالقضايا التافهه
    اين علماء المسلمين وابتكارتهم لحفظ كرامه من يضطرون الى السفر لتلك الدول
    اليس من الاولى ان يكون مثل هذا الاختراع من نصيب علمائنا بل والمفترض ان توزع مجانا فى مطارتنا

    ردحذف
  3. العزيزة .. انسانة
    مروركم يسعدنى كثيراً ... شاكر كلماتكم الرقيقة

    تحياتى

    ردحذف
  4. الاخت الفاضلة عطش الصبار
    للاسف نحن لا نجيد الا الكلام والشجب والتنديد
    وبينما نحن واقفون نتكلم هناك من يعمل ويتحرك ويحرز النجاح والتفوق

    دائما اسعد بتواجدكم الكريم

    تحياتى

    ردحذف

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً