12 فبراير 2010

اوراق..



.. " الحق الانسانى فى ان نحيى بلا اوراق"



تعبيرات وجههُ اصدق صورة لدخيلة نفسه
رأيت على جبينهُ كل آيات الحيره والخوف والاضطراب
عيناه كما لو كانتا سطح بحيرة راكدةه.. لولا حركة اهدابه الغير منتظمة
رمتنى الصدفه فى ذلك اليوم فى احدى المصالح الحكوميه لاشهد هذا الموقف
الرجل تجاوز عقدة الخامس بسنوات قليلة
هو هنا الان يسعى لاستخراج اوراق ثبوتيه تخص بعض مصالحه
اِلا ان الامر خرج من يده واسقط ولا يدرى كيف الخلاص
.. هون عليك يا رجل ... ابتدرته قائلاً فى محاولة للتخفيف عنه
نظر الىّ بأسى كانه لم يرانى
وترك عينة تنظر الى اللا شىء او تبحث فى الانحاء عن شىء يعرف انه لن يجدهُ
وردد كلمات .. اعتقد انهُ يوجهها لى رداً على جملتى الاعتباطيه
.. " البنى ادم فى البلد دى .. ورق "

انتبهت على صوت الموظف منادياً علىّ ..
فهرعت اليه تاركاً الرجل يهذى ويردد كلمات غير مفهومة
وبعد انتهاء معاملتى .. وجدت خطاء ما فى بعض البيانات باوراقى
ودخلت الدوامة الخاصه بالتصحيح الذى وقع من الموظف وليس منى..!
تذكرت عندها مقولة صاحبى هذا الذى لم انتبه اليها
ووجدتنى اردد مثلة قائلاً " فعلاً.. البنى ادام فى البلد دى.. شوية ورق "
الواقعه تحدث للكثيرين ..
مما جعلنى اتامل علاقة الانسان بالاوراق منذ البداية
فقبل ان يكون نطفة سبق هذا عقد وقران( مشمول بالاوراق والاثبات والهوية وتوقيع الشهود عقد لابويهِ)
وعندما دخل الدنيا دخل بشهادة ميلاد ( ورقة ) ووتتابع الاوراق الحياتيه معه من شهاداتة الصحية والتطعيم ..وو..
وتتابع الاوراق والشهادات فى دراستة وعملة وكافة معاملتة وحياته .. الى ان تنتهى جميعها بورقة " شهادة ..."
حتى اننا فى الموروث الشعبى نرمز غالباً الى انتهاء حياتة بسقوط ورقتة من شجرة الحياة
لا اعرف كيف كانت الحياة فى بدايات الزمن.. عندما كانت الارض منبسطة بلا حدود ولا قيود
عندما كانت شخصية وطبيعة وسلوك الانسان هى جواز مرورهُ الى القلوب
هل كانت الحياة اجمل واهداء ... ام ان تطور المجتمعات وما تبعها من رُقى جعل الاوراق اهم من البشر..؟
كنت اتمنى ان اكون فى هذا الزمن المفعم بالحريه
والمبنى على صفحات ووجوه الناس .. لا على اوراقهم الثبوتية " الكاذبه"
كما من البشر تظلمهم الاوراق
كما من البشر تعطيهم الاوراق حق ليس لهم
كم من الهمم .. باتت فى هم .. وكم من مسوخ البشر غدت ذات شأن
ومع التقدم والرُقى .. ظهرت صنوف جديدة من الاوراق
وتخصص فيها بشر غدت لهم عمل وحياة ( المزورين)
واصبح من الممكن ان تحصل على اوراق جديدة " بوريقات نقدية زهيدة "
اصبح من الممكن ان تغير شخص وشخصية وحياة ومعتقد ..و...و
واخيراً عادت البشرية الى البصمة الوراثية وعلم شفرات البشر الحقيقة ..
وعرفنا بصمة الصوت وبصمة العين .. والبصمة الوراثيه
وبصمة الحق الانسانى فى ان نحيىَ بلا اوراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً