19 نوفمبر 2013

وكم ذا بمِصْرَ مِنَ المُضْحِكاتِ - 1 -


هكذا تخيل مؤيدى 30 يونيو مصر ترد على ابنائها


وَكم ذا بمِصْرَ مِنَ المُضْحِكاتِ وَلَكِنّهُ ضَحِكٌ كالبُكَا

وَمَنْ جَهِلَتْ نَفْسُهُ قَدْرَهُ رَأى غَيرُهُ مِنْهُ مَا لا يَرَى

                                 ابو الطيب المتنبي








يبدو اننا سنتذكر كثيراً هذه الايام  كلمات ابو الطيب وما حدث معه في مصر ، وكأني بالرجل ولحكمة يعلمها الله شأت الاقدار ان يزور مصر ليخبرنا عنها حتى نري ما  يستجد عليها من تغير اوثبات عبر الزمان !
فى البداية اود ان اعتزر منك صديقي قاريء هذا البوست ، لما يحويه من تجاوزات وايحاء بالكلمة والصورة  يقع تحت تصنيف " خادش للحياء " ، وربما يشفع لي ان موضوع البوست يدور حول اشياء "تخدش الانسانية " ، ولا تلومنى اذا كانت ابتساماتك مريرة بطعم ما نعيشه الان  وربما هى  " ضحك كالبكاء "





الرسم الكركاتيري الذى  يتصدر البوست هو نموذج " مهذب" للغة التى يتحاور بها الناس الان ، وهو اقتباس مما يتبادله شباب مصر على مواقع التواصل والشبكات الاجتماعية ، وربما هى المرة الاولي التى اري فيه صورة او رسم يصور مصر بهذه الهيئة وبهذا الثمت وبهذه اللغة البذيئة ، ولا اكون بعيدا عن الحقيقة اذا قلت انه لا توجد دولةفى العالم تم تصويرها بهذا الشكل وذلك المنطق بواسطة ابنائها
فالي اين نحن ذاهبون ..؟

قبل ان نركب مركب الخلاف والتشاحن ، نتوقف مع كاركاتير اخر  لمصطفي حسين والذى يعد اهم واكبر واشهر رسامي الكاركاتير المصريين ، والذى اوحى لنا بحجم الانشقاق و الشُقة التى ضربت مصر
مصطفي حسين ترك لنا الباب مفتوح ليضع كل مواطن نفسة فى الفصيل الذى يناسبة ، وان بدى ان مصطفي حسين غير منحاز لايَ من الفريقين  الا انه فى الحقيقة اراد يرسل رسالة واضحة  ان لم تكن نوعاً من التحذير المغلف بالسخرية المضحكة والتى فى النهاية تصل بنا للبكاء .
تعالوا نستعرض بعضاً مما يتبادلة الناس  ونري كيف يفكرون " او كيف يكفرون "

انها صورة كركاتورية مزرية وتحمل مؤشر مروع لحالة الاقصاء والتهميش ,بل رغبة قوية فى الانتقام والتشفي ، توصيّف صارخ بالرسم لفكرة مقيته ومؤلمة لنظرة فريق من الشعب لاحد فصائلة و نسيجة الاساسي
بما نفسر هذه المشاعر وهذه الاحاسيس وتلك الفاشية المقيته بين فصائل الشعب المصري





هاتان صورتان توضحان النظرة للاخر بغض النظر عمن هو مُحق فى رؤياه
الا ان هناك تنافر وتشرزم  ونظرة مقيتة للاخر  ، انه امر مؤلم يدعو للاسي
ويضع المجتمع امام خيارات تودي به الى مذيد من الشقة والخلاف وتنذر بعواقب وخيمة ومؤسفة ..




هنا يتكرر المشهد بشكل اكثر امعاناً فى الاقصاء
وبدعوا الى اظهار حالة من التشفي  والشماته والرغبة فى الانتقام الغير مقبولة او مبررة
هذا النوع من الرؤية  يرسخ فى وجدان الناس نبذ التراحم بل على النقيض هو دعوة صريحة للكراهيه والحقد المجتمعي ، تُذكيها رواسب وتكلسات رسخ لها الاعلام بكافة وجوهه واتجاهات  وصنع جدار من العزل العنصري بين ابناء البلد الواحد وما زال يبث هذه الافكار وينفث هذه السموم ، حتى تحول الناس الى فرقاء  لا شركاء فى بلد واحد يجمع بينهما جوار  ونسب وصلة رحم ، حتى صار من غير المستغرب ان تجد هذا التخالف والتضاد فى الفكر والنظرة والتعاطي مع الاحداث قد شق صف الاسرة الواحدة ، وبات الاخ يخالف اخيه والابن ينتهج المعادة نحو ابيه ، واصبحنا فى هم مقيم  ، ودخلنا فى رحي التطاحن السياسي بدون فكر او منهج وبدون هدف يسعي له الطرفين وبعدم احساس بقيمة الوطن وما يستحق منا ان نوليه من رعاية وائتلاف.



البعض وجد فى الاذدراء والخسف نوعاً من ادواته لنقل رسالته التى يتبنها ، حتى اوغل فى غيه بطريقة تثير الاشمئزاز وتدعو الى الشفقة ، ولا نستغرب ان تصبح كلمة "خروف " هى المرادف لكلمة  " اخوان " بل بدت وكأنة المسمي الحقيقي لا النعت او الوصف ، وصارت تلوكها الالسن بلا غضاضة ، وبرغم ان كلمة خروف كان المقصود به التبعية بدون تفكير ، اشارة الى مبدء " السمع والطاعة ، والذى رسخ له عادل امام فى سلسلة من الافلام  رسخت لهذه الفكرة  بعبارات مثل " لا تناقش ولا تجادل يا اخ علي " واصبح الكثيرين من الناس يؤمنون بهذا الامر كحقيقة لا تقبل النقاش .


على النقيض نجد الفصيل الاخر استخدم نفس اسلوب التهكم والسخرية المُزري والمقيت ، واستخدم هذه الصورة مشيراً الى انها تخص النصب التذكري لما يسمي " ثورة 30 يونيو المجيدة " ، مستخدميين " حمار" - اعزكم الله -  فى اشارة فجة قبيحة الى ان انصار 30/6 هم فصيل من الحمير ، وفي هذا ما فيه من التدنى الفج فى اسلوب التعاطى او النظرة للاخر ، وشاع استخدام عبارات فيها اسقاط على نفس المعنى بكلمات ودلالات متعددة ، مثل " عايز البرسيم فرش ولا عصير " .." هز ديلك " ... الخ  , امر مقزز وغير مقبول بين ابناء الوطن الواحد والشركاء فى الهم قبل الشراكاة فى  السعادة .



واستكمالاً لهذا المعنى وامعاناً فى ترسيخ الفكرة وجدنا ان عبارت مثل" خان يخون فهو اخوان " اصبحت من العبارات المقدسة وكأنها نص مُنزل يكررها الناس كما يكررون  ورد الصباح والمساء ، وانسلخت منها معاني عدة  وانبثقت منها تفاسير واشارات كما نري فى هذا التفسير لكلمة اخواني



على النقيض من هذا استخدم الفريق الاخر لغة مغايرة وباسلوب مختلف ، ربما لانهم وجدوا ان هذا الاسلوب يسبب نوعاً من الحساسية المفرطة للاخر ، حتى تم نعتهم " تجار دين"
انهم يستخدمون ما يمكننا ان نطلق علية الخطاب الدينى ، والذى وعلى ما يبدو لا يروق للفريق الاخر ، حتى اننا نجد انهم باتوا يكرهون اي اشارة تحمل صبغة اسلامية ، نعم اسلامية  وليس "دينية"  ، ورفعوا شعار معاداة الاسلام  كشعار يستفذ الاخر الذى يصرخ انا لست ضد الاسلام ولكن ضد التجارة به او استخدامه كاداة فى لعبة السياسة .
والغريب فى الامر ان كل ما يدور حول هذا المعنى  يعتبرة الاعلام الذى يذكي نار الشقاق والفتنة ، يعتبره  نوعاً من العداء او ان صح التعبير هو اُس اساس العداء معهم ، وربما هو السبب الوحيد لهذا الفصام المجتمعي ، مع انكار الهوية الاسلامية ، ونجد ان شعار الاسلام اصباح يقابلة " العلمانية " , وكأن العلمانية اصبحت دين جديد او كأن الاسلام تحول الى منهج فكري لا منهج سماوي ، كُلاً من الفريقين ابتعد وشوهه الحقيقة ، وتحويل التشخيص  من معتقد الى مجرد فكرة ينبري اصحابها للدفاع عنها ، برغم الخلط الواضح ما بين الفكرة والعقيدة  وما بين المنهج والرؤيه.


منهج الاختلاف البغيض الذى تغلغل ما بين الفريقين اخذ اتجاه  يخدش الحياء ويوغر الصدور ويشعل فتنة يصعب ايقافها
هذه الصورة حُملّت  ببُغض " انا لا اعلم اسبابة " ولا اجد له ما يبرره ، الصورة عبارة عن خلط ما بين " الجيوكاندا او " المونوليزا " كأسم اشتهرت به لوحة دافنشي الشهيرة  ، تم فيها استبدال وجه الجيوكاندا بوجه الدكتورة "عزة الجرف " عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة " الجناح السياسي" للاخوان المسلمين ، مع اضافة لفافة بانجو للصورة ، ولم ينسي هذا " المبدع " الذى قم بدمج الصورتين ان يترك توقيعة عليها فسماها " الخرا  ليزا " - اعزكم الله - كما ترك بصمة واضحة تدل على غباء وجهل عندما قال انها للفنان " فان شوخ "  يقصد "فان جوخ " ، ولكن لانظلم هذا المبدع  فربما اراد ان يعرفنا بنفسة وباسمه " فان شوخ ".


على الجانب الاخر نجد نفس الفكرة ونفس المنهج فى اسقاط مشابه وبنفس طريقة التشويه والدمج المقيت ، هذه المرة من الفريق الاخر وقام باستبدال وجه الجيوكاندا  الملائكي الحالم بوجة " محمود بدر " مؤسس حركة تمرد  والمشهور  اعلاميين باسم "محمود بانجو "  اشارة الى تعاطيه البنجو المُخدر كما هو منتشر فى عدة صور له منتشرة على الشبكة  فى جلسات التعاطي
من هنا نلاحظ ان استخدام الصورة كاداة للتعبير وسلاح للهجوم يتم استخدامهُ بعيداً عن اى اخلاق او التزام ادبي بل العكس هو استخدام ممعن فى السوقية و الغوغائية التى ربما تروق البعض .. فيبتسم
وربما يقهقه ويتمايل من النشوة والحبور .
ذاكرة الفضاء الاعتباري " الانترنت " لا تنسي وربما  تكون شهادة ادانة للمجتمع بكل اطيافه  وفصائلة ، ادانة لنا جميعاً بلا استثناء ، وان كان المصريون مشهورون بالسخرية حتى من انفسهم ، الا ان الامر في هذا العصر اختلف كثيراً واصبح التعبير بطرق شتى ، وللاسف اصبح السىء اكثر انتشاراً من الصالح وبات السباب والشتائم اكثر المواد استخداما وانتشاراً ومشاركة بين الناس على الشبكات الاجتماعية
هل ضحكتم ...؟؟
هل شعرتم بالسعادة من مطالعة هذه الصور ..؟
ام شعرتم انه " ضحك كالبكاء "  ..؟
هذا ما اشعر به الان

تابعونا  فى البوست التالي ......   يُتبع.


. Photobucket

هناك تعليق واحد:

  1. منذ ان وصلني التقرير عن الصور لم استطع التعليق بذات الوقت لاني لم أعي في بداية الأمر الصورة الاولى وما كتب فيها . كم هو مؤسف ان تصور مصر بهذه الصورة البشعة وكأنها
    للاسف واعتذر لن استطيع التعبير , ولكن اسمح لي أن اقول لك إن من قام بالرسم والكتابة هو ليس من اصول مصرية ابدا او ان يكون انسانا يمت بالانسانية وهو يعكس اخلاقه وتربيته وبيئته , فلا أظن أن يقبل أحد منا أن يصور وطنه بهذه البذاءة عذراااااااااااااااا , وكلا الفريقين أبدو اسوأ ماعندهم وللاسف لم أتوقع أننا وصلنا إلى هنا وتريدون أن تنادوا بالحرية وأن تحكموا البلاد وأنتم تتنازعون فيما بينكم على منصب وتقللون من شأن بعضكم وتسبون وتستعملون كل ما لديكم من قوة السلاح والاعلام واللسان ,,,,,, حرام أن يكون لكم وطن تعيشون فيه فعذرا سيدي اسمح لي أنا أرى اليوم أن كل ما يحدث بين الطرفين يستحقونه إن كانت هذه نظرتهم لبعضهم البعض ولكني حزينة على من ضاع بين الاقدام وهو يناضل من أجل الوطن من أجل كلمة حق من أجل الحقيقة هؤلاء فقط من استحقو وسام الشرف ,,,,, لن استغرب ما قرأت ,البارحة فقط رأيت تعليقا لأحد الشباب المصري المؤيد للانقلاب وقد كتب رادا على سيدة هي صحفية وكاتبة واعلامية وليست من مصر لكنها قالت كلمة حق , فكان رده رداً يقشعر البدن له لم أستطع انا كفتاة أن اقرأه , كيف استطاع ان يكتب ما يكتب وامام الملأ هذه الكلمات المنحطة والتي عبرت عن تربيته المنزلية اللا أخلاقية , ليس لي إلا أن اقول حسبي الله ونعم الوكيل أين أوصلنا أنفسنا نحن العرب بقلة عقلنا وجهلنا ومحدودية تفكيرنا والمضي وراء الغرب كالدواب , فنستحق ما وصلنا اليه سيدي نستحق نستحق ,نحن لانحترم بعضنا ولسنا اوفياء لبعضنا البعض نخون بعضنا ونحقد على بعض ونقتل بعضنا ونغار من بعضنا لانتمنى الخير ابدا ولا نحفظ الشرف ...... أشعر أني خرجت عن صلب الموضوع ولكن الجرح كبر وماعاد يلتئم فقد وصلنا إلى تشبيه بعضنا البعض بالحيوانات وقد كرمنا رب الكون فمسخنا أنفسنا وأهناها بمسخها . , الكلام كثير ولكن في القلب غصة وسأكتفي بما كتبت وعذرا ان خرجت عن الموضوع .
    تحياتي .

    ردحذف

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً