08 أبريل 2010

سُلطة الــ( تابو - taboo ) او القمع بأسم القانون


اعتقد ان الكثيرون لا يعرفون معنى  كلمة  (تابو) taboo  - برغم انهم يعيشون تحت قمعها
تابو "taboo" مصطلح يعتبر حديث او مستحدث  وهو يعنى  الشىء الممنوع او المحظور  او المحرم  او ان شاءت  الحرام
وهو يستخدم فى بلدان الشرق .. وخاصة فى البلدان العربية  حاملاً شارة المنع والحظر فى كل ما يتعلق بالسياسة على وجه الخصوص
ولكن قبل ان نسترسل فى الحديث عن  سيف التابو تعالوا  نتعرف على الكلمة او المصطلح   ونفترب منها اكثر

أصل كلمة تابو أتى من لغات سكان جزر المحيط الهادئ، وتعني المحرم أو الممنوع وقد تعني المقدس أحيانا، وهي تشير إلى الأشياء الممنوع على الفرد القيام بها من فعل أو قول لأن هذا يطلق الأرواح الشرية الموجودة داخلها(والفكرة موجودة تقريبا لدى كل الشعوب البدائية)، وكان الكابتن جيمس كوك أول من ذكرها ونقلها للغرب
 وكما ورد فى ويكيبيديا :
تابو أو taboo هي كلمة غير عربية تطلق على أشياء قد تعتبر من المحرمات وفق أعراف مجتمع ما أو في السياسة أو ما شابه (وليس حتما وفق الشريعة التي يدين بها ذاك المجتمع) وان كانت في بعض الأحيان تقرن لدى البعض بمفهوم "الحلال" و"الحرام".
 تابو تستخدم عندنا لتشير الى المحظورات التى تتعلق برموز الحكم والسياسة  ..وما يختص بشخص الحاكم
فكل ما يخص الحاكم يقع تحت  تصنيف منطقة التابو المحظورة
حياة الحاكم الخاصة - تابو
ممارسات الحاكم  - تابو
صحة الحاكم - تابو
ملمس  بشرة الحاكم  او لون عينيه - تابو
ماركة قميص الحاكم - تابو  ...
وعدد كل ما تستطيع تذكرة من اشياء  وضعها تحت بند المحرمات والممنوعات  او  التابو .
هل عرفت الان ان الكلمة لصيقة بك وتتعايش معك  رغماً عنك  وانت لا تدري بها
من الغرائب ان رجال الدولة يعلمون المصطلح  او الكلمة جيداً .. بل هم يستخدمونها دائما فى احاديثهم
وان كانت كلمة تابو  وجدت فى الاصل من اجل المواطن  .. الا ان المواطن لا يجيد استخدامها  برغم انه شاء او لم يشاء يطبقها بحزافيرها  ولا يستطع ان يحيد عنها قيد اُنمله
تابو   .. تأخذ عندنا اشكال  ومسميات  متعددة  ...  ويكفى الاشارة  من قريب او من بعيد الى احد خواصها لارسالك الى ما وراء الشمس
ولان المواطن  رخيص  جداً  ... فأن التابو تأخذ عندنا معنى اخر  .., من يدخل فى حرم التابو فقد صدر ضدة الحكم وتم تنفيذة
ولاننا نعيش فى بلدان  متحضرة جداً .. فنحن  " وبدون ان نشعر " نحترم  التابو  احترامنا للقانون  بل ربما نحترمة لانه يمتلك سلطة القانون وربما اكثر سلطة من القانون ان اردت  الدقة
ولاننا ذوى  مزاج انتقائى فيما ننقل من ثقافات الاخرين , فقد نقلنا  الكلمة بمفهوم يناسب حياتنا واستطعنا ان نحورها لتكون ذات مدلول يخصنا دونً عن شعوب الارض
ودخلت علينا التابو من كل الارجاء والاتجاهات  .., وتدخلت فى كل شؤون حياتنا .. وصارت تحكمنا وتتحكم فى مصائرنا
وان كانت الامم الاخرى  اعتبرتها تشير الى معنى المنع و الحظر .., فهى عندنا تدخل نطاق المقدسات  التى يجب احترامها والاذعان لسطوتها لدرجة القداسة
لهذا نجد ان التابو صنعت لها جنود واعوان  .., وجعلوا من اجلها قوانين خاصة .., تعرف فى بلدننا باسم  قوانين الاحكام العرفيه احيانا او احياناً اخرى  تعرف بقانون الطوارىء  .., الذى يمكن يمتد العمل به طوال حياة الحاكم  وربما  لورثتة من بعدها
وهنا نصبح نحن فى ظلال التابو اول  شعوب الارض التى تُورث الحاكم كل شىء  بما فى ذلك " التابو - taboo "

وللتابو معانى كثيرة  ولها تطبيقات اكثر  فى بلدنا الشرق  اذا انها تدخل فى حياة الناس ومعيشتهم فهى مرة تخرج بصفة الشرعية القانونية للدولة , وتارة اخرى تخرج من عباءت الدين ورجال الدين ... وتارة تخرج من عباءت الاصلاح والمصلحين
كل الفتاوى تخرج من تحت سطوة التابو .. وكل الاراء السياسية والاجتماعية ...  الخ

التابو مفروض علينا حتى فى الاحاديث الخاصة فهى تمنع الاحاديث  الجنسية  والكلام فى السياسة والكلام فى الحب  والكلام فى الدين
فهى عندنا قابلة للتشكيل وفق ما يرى اولى الامر
ومن المضحك المبكى  ان التابو  لا تمنع النقد والهجو للحاكم المستبد  فحسب .. بل هى تخرج عندنا لمجرد الثناء على نظام او بلد اوحاكم اخر  غير مرعوب فيه فى بلدنا
ويبقى المواطن العربى رهن التجارب الدكتاتورية  وحدها  .. ولم يأتى الوقت لتجربة الحرية فيه .


.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً