07 مارس 2010

إالىَ أُمى .. نزار قبانى - القصيدة بصوت الشاعر



 مضى عامان يا أمي على الولد الذي أبحر برحلته الخرافية
وخبأ في حقائبه صباح بلاده الاخضر
وانجمه وانهرها وكل شقيقها الاحمر
وخبأ في ملابسه طرابينا من النعناع والزعتر






 نزار قبانى يلمس فينا اوتار الحنين .. ويزرع مروجٌ من الاحاسيس
و لطالما  اخذنا الى  هذا الفضاء الرحب  العجيب
هذه واحده  من تلك الكلمات  التى تأخذنا الى عالم قبانى الساحر



اترككم الان مع القصيدة المختارة بصوت  صاحبها نزارقبانى












وهذى كلمات القصيدة



 صباح الخير يا حلوة
صباح الخير يا قديستي الحلوة
مضى عامان يا أمي على الولد الذي أبحر برحلته الخرافية
وخبأ في حقائبه صباح بلاده الاخضر
وانجمه وانهرها وكل شقيقها الاحمر
وخبأ في ملابسه طرابينا من النعناع والزعتر
وليلكة دمشقية
أنا وحدي
دخان سجائري يضجر
ومني مقعدي يضجر
وأحزاني عصافير تفتش بعد عن بيت
عرفت نساء اوروبا
عرفت عواطف الاسمنت والخشب
عرفت حضارة التعب
طفت الهند طفت السند طفت العالم الاصفر
ولم أعثر على امراة تمشط شعري الاشقر
وتحمل في حقيبتبها الي عرائس السكر
وتكسوني اذا أعرى
وتنشلوني اذا اعثر
أيا أمي أنا الولد الذي أبحر
ولا زالت بخاطره تعيش عروسة السكر
فكيف ....
فكيف يا أمي غدوت أبا ولم اكبر

سلامات .. سلامات

الى بيت سقانا الحب والرحمة
إلى أزهارك البيضاء فرحة ساحة النجة
الى تختي إلى كتبي
إلى أطفال حارتنا
وحيطان ملأنها بفوضى من كتابتنا
إلى قطط كسولات تنام على مشارقنا
وليلكة معرشة على شباك جارتنا
مضى عامان يا أمي
ووجه دمشق عصفور يخربش في جوانحنا
يعض على ستائرنا ويتقرنا برفق من أصابعنا
مضى عامان يا أمي وليل دمشق فل دمشق
دور دمشق تسكن في خواطرنا
ماّذنها تضئ على مراكبنا
كأن ماّذن الأموي قد زرعت بداخلنا
كأن مشاتل التفاح تعبق في ضمائرنا
كأن الضوء والأحجار جاءت كلها معنا
أتى ايلول أما
وجاء الحزن يحمل لي هداياه
ويترك عند نافذتي مدامعه وشكواه

أتى ايلول أين دمشق
أين أبي وعيناه ؟
وأين حرير نظرته ؟
وأين عبير قهوته
سقى الرحمن مثواه
وأين رحاب منزلنا الكبير ؟
وأين نعماه ؟
وأين مدارج الشمشير ؟
تضحك في زواياه
وأين طفولتي فيه ؟
أجرجر ذيل قطته
وأكل من عريشته
وأقطف من بنفشاه

دمشق دمشق يا شعرا
على حدقات اعيننا كتبناه
ويا طفلا جميلا
من ضفائره صلبناه
جثونا عند ركبته وذبنا في محبته
إلى أن في محبتنا قتلناه


نزار قبانى