12 أبريل 2009

حلف الفضول .... وحلف الذيول


"تعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها
وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه
وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته "





يبدو ان سجايا واخلاق الناس والمجتمعات تتغير وتتبدل مع تغير واختلاف الزمان
ولو كان التغيير يمس اخلاق وسلوك الفرد وحده لاصبح الامر هيناً
فمن الممكن ان تقوم الجماعة بتغيير سلوك الفرد..
فى مجتمع يحكمهً الظلم والاغراق فى الباطل لن تجد لصوت الضمير والحق اى صدى
قبل البعثة المحمدية بعشرون عاماً تقريبا قام هذا الحلف الشهير والمعروف فى تاريخ العرب باسم ( حلف الفضول)
وكما هو واضح من دستور الحلف .. فأن المبدىء الاساسى له هو رد الظلم (عن الضعيف)
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
" لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت به في الإسلام لأجبت . تحالفوا أن ترد الفضول على أهلها ، وألا يعز ظالم مظلوما " رواه في مسند الحارث بن عبد الله بن أبي أسامة التميمي .
هذا هو قانون العدل فى عصر ما قبل الرسالة .. فكيف هو الحال الان مع حمله الرسالة ومتبعى سبيلها القويم ؟








مع تقدم الامم والشعوب ومع الرقى الحضارى انهارت قيم المجتمع تحت وطئة المصلحة
فكم من التكتلات والاحلاف والاحزاب والجماعات قامت
بعضها ان لم نقل جُلها قامت على مبادىء واخلاقيات ساميه
ورفعت واعلت قيم الخير والعدل ... والمساواة وكثيراً من هذا لشعارات
الا اننا نجد ان الصورة باتت مشوهه .. والمفاهيم صارت عقيم عاقر لا تلد الا كلمات جوفاء بلا معنى
لن نتكلم الا عما يعنينا نحن ( العرب) ورثة الانبياء واحفاد اصحاب حلف الفضول
تخلينا عن كل فضل وانسلخنا عن كل مكرمه
وباتت بلادنا مهد للانحطاط الخلقى والظلم المجتمعى
واصبحنا وامسينا وغدونا .. وما زلنا بلا فضل وبلا اخلاق
لدرجة اننا طبقنا مبادىء الظلم والغينا مكرمة العدل
والغينا فضيلة التفكير السوى وتحاكمنا الى دستور الغواية والغدر
وتعلمنا لغة الصمت بين الامم والشعوب .. الصمت فى كل وعن اى شىء حتى حقوقنا
  برغم اننا جماعة لها كيان وهويه ويتم الحكم علينا من خلالها كارهابيين
الا اننا وفيما يبدو لا نرى هذا الكيان ولا نشعُر بهذه الهويه
وتنكرنا لكل ما فينا ...!
وابدينا ما فينا من الاختلاف والفُرقة واخفينا ما يمكن ان يجمعنا
وعلت اصواتنا نتفاخر ونتنافخ ونصول على بعضنا البعض
ولا نرى فى اخوة لنا الا اسواء ما يُرى بل بتنا نتتبع عوراتهم ونبدى سقطاتهم حتى وان كانت بسيطة
وقليلاً ما نجد بعض من الحياء لنُبدى التعاطف ( اللفظى) او الاسى المعنوى تجاه اخوننا فى مصابهم
  فى الواقع نحن ادعى الناس الى التجمع والانتماء والانضواء الى فريق متلاحم
فريق يجمعنا ويوحد صفنا .. ويبعث فينا نوعا من النخوة والكرامة والانتماء
وعلى ما يبدوا اننا بعد بحث طويل وجهد جهيد وجدنا ما يجمعنا وما يمكن ان نتحالف ونتكاتف عليه
وقررنا ( دون ارادة منا ) ان ننضوى ونتجمع تحت حلف واحد ..هو
حلف الذيول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً