08 سبتمبر 2009

ظلال الأربعين...



" أأفُجع بالشبابِ ولا أُعزىَ
لقد غفلَ المُعزىّ عن مُصابي "
ابن الرومى ...,,





يظل إحساس الطفولةُ يسكننا ويداعب وجدننا
وكما يُقال .. " داخل كل رجل طفل " هذا الطفل يعيش معه طفولته
ثم يبدأ في الانسحاب " ظاهرياً" من حياته وان كان مازال يربض داخله
ومع تقدم العمر .. يعود هذا الطفل من جديد .. بل يعود بقوة .. ويبدو هذا ظاهراً وجلياً في كل تصرفات الرجل
حياة الإنسان عدة مراحل .. ومحطات .. وفى كل محطة له وقفات بعضها محطات موسومة بالرضا وأخرى بالسعادة وثالثة بالحنق والغضب ورابعة بلا ألوان ... عديدة هي محطات الحياة

إلا أنى برغم ما مر بى من محطات حياتية " أو ما مررت بهِ " أن صح التعبير ما كنت أتوقع أن تكون هذى المحطة لها هذا الإحساس ولم أكن أتوقع أن أجد فيها كل هذا العنت النفسي والإرهاق الوجداني والرضا أيضاً
الحياة تختلف كثيراً .. قبل الأربعين ..ومهما كنت وما فعلت في حياتك سواء كانت حياة مكللة بالتوفيق و النجاح أو كانت جملة من الوقعات والتخبطات إلا أنها عند الأربعين جميعها تحتاج وقفة ومراجعة
قالها لي صديق بلغ الأربعين .. إن إحساس ومذاق الدنيا معك سيختلف كثيراً جدا بعد الأربعين عنهُ قبل الأربعين بيوم " يوم واحد" فقط ..
لم التفت كثيراً لما قال .. ومررت بكلامهُ مرور الكرام إلا أنى تذكرت كلامهُ
ووجدتني اردده بلا أن أعي .. , نعم صدقوني الإحساس مختلف وطعم الحياة مختلف ونظرتنا لمن حولنا ومن معنا مختلف
في كل شيء .. بداية من مذاق التبغ ونكهة القهوة .. مرورا بالاهتمامات والتفاصيل الحياتية .., حتى منشتات الصحف .. وكلمات المجاملة العادية المستخدمة في الحياة اليومية .. كلها تختلف وتأخذ شكل ومفاهيم ودلالات أخرى
لا يعنى كلامي هذا أن الحياة تسوّد وتصبح قاتمة .. ولا يعنى العكس أيضاً بأنها تصير أكثر إشراقاً وبهائاً .. الأمر يحدث فجاءه وبلا مقدمات
وكأنك صحوت من غفوة عابرة .. أو من كابوس مزعج .. وربما حلم ناعم
هل تعلمون أن صوت فيروز اختلف كثيراً عن زى قبل .. حتى ضوء الشمس المتسلل من نافذتي صباحاً مختلف .. رائحة الجو ومذاق الطعام
رنين الهاتف صوت الآخرين أصبح أعمق نظراتهم تحمل إحساس جديد ومعنى لم أكن المحهُ عندهم
أحيانا اشعر بنوع من الرضا .. ونوع من الخمول المخملي اللذيذ .. وأحياناً ينتابني إحساس بالوحدة والوحشة والفراغ .. يمكن أن يصل لمرحلة الخوف .. كما إن لحركة عقارب الساعة رتابة لما أعهدها من قبل ولشكل الحروف تميز وتمايز عن زى قبل
العلاقات بالآخرين فيها شيء من الاختلاف بداية من الحميمة إلى الريبة
اختلفت أشياء كثيرة .. إلا أنها داخلي .. داخلي وحدي .
الأربعين بداية الحياة بعين من خبرها .. ونهاية الرعونة والتوتر المستقبلي
وملامح حلم أو " كابوس" بداء يتحقق .. الأربعين حياة بمذاق الفاكهة المجففة " ولكن بلا سكر ..ورحيق الزهور بعد أن تذبل .. وصحوة جميلة وتصحيح لإحساس خادع
مرحباً بالأربعين ..مرحباً بالصحوة واليقظة وبداية المشوار القصير الذي ربما يطول إلى ما لا نحب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً