20 ديسمبر 2008

اغتيال البراءة


" عينىّ الطفل نافذتان مُشرعتان على قلبهِ"


اُنظر فى عينىّ اى طفل ..
ماذا ترى ..؟
تحمل عيون الاطفال بريق اخآذ ..
هذا البريق او هذى اللمعه .. هى البراءة
يُدهشنى كثيراً بريق الطفولة والبراءة .. ويحىّ فىّ نوع من الاسىَ
لا اَملُ النظر الى هاتين النافذتين .. ولا ينتابنى الفتور ..
ارى فيهما او من خلالهما شىءً داخلى
كثيرا ما ابحث داخلى عن هذا الكامن بلا حراك ..
قد يكون خوف او جفوة .. ربما قسوة قلب
كيف توارى الطفل داحلنا وكيف هرب منا ... ولما نحن نغتال الطفولة
لماَ نغتال البراءة .. ولما نمحو ما فينا من سكون وهدوء
نستبدل اروع احساس .. بابشع احساس .. ونتحول من حاله نورانيه الى مسخ


 
تتعلم العيون الكذب ..!
وتستمرءّ الخداع .. وتُجيد فنون المُكر والدهاء
نتقلب فى سنىّ حياتنا بين احوال واطوار .. ونتشكل باشكال مختلفة
وكأنما ابجديات الحياة تفرض علينا سلوك .. ومشاعر تتنافىَ مع طبيعتنا الانسانية
او كما لوكانت حياتنا لا تستقيم بغير هذه المعانى وهذا السلوك
الطفولة .. تجربة فريدة .. مررنا بها ولم نتعلمها او نتدرب على ابجديتها
غير اننا جميعا نرسب فى اختبار " الطفولة " ونشتهى مرادفات الفشل
وننتقل الى مرحلة حياتية تالية " بالغش" .. ونضيف الى رصيد الالم فينا قدر كبير
نبررها .. ونحاول ان نُجملُها ونضفى عليها الوان من فنون الحياة
ورويداً رويدا .. ننسلخ منها .. او تنسلح منا وتتوارى فينا
ولكنها تبقى .. ويبقى منها ما نستمد منه بريق الامل .. وما يظل فينا من حياة
فقدتُ طفولتى منذ زمن بعيد .. فقدتُها مضطراً .. لحين اِشعار اخر
الا انى كثيرا ما افيق على الطفل بداخلى يجذبُنى اليه
يسامرنى احياناً .. ونتجاذب اطراف الحديث ..
تدهشنى كلماته الخرساء .. والتى تعجز معها قواميس ومرادفات لغتى المبهمه المشوهه
وعندما اعجز عن مُجارةُ الطفل بداخلى اهرب منه الى ما انا فيه
واستنكر من نفسى .. حماقتى فى " اللعب مع الصغار "..!
فاقرر وفى لحظة.. اغتيال الطفل بداخلى .
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات الواردة تعبر عن راى صاحبها .. ولايعنى نشرها اننا نتفق معها دائماً